توتر متصاعد في شمال سوريا: القوات الكردية ترفض تسليم سجون مقاتلي داعش للإدارة الجديدة
قسم الأخبار الدولية 21/01/2025
تصاعدت حدة التوتر في شمال سوريا بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية (قسد) رفضها تسليم سجون تضم مقاتلي تنظيم “داعش” الإرهابي إلى السلطات المحلية المدعومة من النظام السوري. هذه الخطوة تأتي في سياق محاولات إعادة ترتيب السيطرة الإدارية في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق وسط ضغوط إقليمية ودولية متزايدة.
وأكدت القوات الكردية، التي لعبت دوراً محورياً في هزيمة “داعش”، أن هذه السجون تمثل تهديداً أمنياً خطيراً، وأن تسليمها دون ضمانات واضحة قد يؤدي إلى فرار المقاتلين المحتجزين وإعادة تنشيط خلايا التنظيم. وتشير التقارير إلى أن هذه السجون تؤوي آلاف المقاتلين، بمن فيهم قيادات بارزة للتنظيم، مما يجعل إدارتها قضية أمن قومي بالنسبة للمناطق التي تسيطر عليها “قسد”.
من جهتها، تضغط دمشق مدعومة بحلفائها، للحصول على السيطرة الكاملة على هذه السجون في إطار جهودها لاستعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية. كما أن دولاً غربية، بما فيها الولايات المتحدة، تتابع الموقف عن كثب، نظراً لوجود مواطنين غربيين ضمن المعتقلين.
في الوقت ذاته، تواجه “قسد” تحديات متعددة، بما في ذلك تصاعد التهديدات التركية والضغوط الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي مستدام للأزمة السورية. ويزداد الوضع تعقيداً مع مطالبات دولية بتحسين الظروف الإنسانية في مراكز الاحتجاز التي تؤوي أيضاً عائلات مقاتلي “داعش”، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الإدارة الكردية.
ويظل مستقبل إدارة هذه السجون محورياً في تحديد ملامح الاستقرار في الشمال السوري، وسط قلق دولي من أن يؤدي أي إخفاق في إدارتها إلى انتعاش التنظيم مجدداً، مما يهدد الأمن الإقليمي والدولي.