توتر دبلوماسي بين أنقرة وبرلين حول غزة وعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي رغم التوافقات الأمنية

قسم الأخبار الدولية 31/10/2025
أظهر اللقاء الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والمستشار الألماني فريدريش ميرتس في أنقرة تبايناً واضحاً في المواقف بين البلدين بشأن الحرب في غزة وانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، رغم توافقهما حول ملفات أخرى كالحرب الروسية الأوكرانية والأزمة السورية والتعاون الدفاعي داخل حلف الناتو.
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك، أكد إردوغان أن بلاده وألمانيا تمتلكان فرصاً كبيرة للتعاون في الصناعات الدفاعية، مشيداً بخطوة بيع مقاتلات «يوروفايتر» لتركيا، واعتبرها خطوة تعزز الأمن الأوروبي. من جانبه، وصف ميرتس تركيا بأنها شريك استراتيجي لا يمكن الاستغناء عنه في أمن أوروبا وحلف شمال الأطلسي، مشيراً إلى رغبة برلين في تطوير التعاون الأمني والعسكري معها.
لكن الخلاف برز بوضوح عندما تناول الجانبان مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، إذ شدد إردوغان على أن بلاده تعتمد «معايير أنقرة» التي تنفتح من خلالها على أوروبا والعالم، في حين عبّر ميرتس عن مخاوف أوروبية تتعلق باستقلال القضاء وحقوق الإنسان في تركيا، مشيراً إلى أن الحوار لا يزال ضرورياً لتقريب وجهات النظر.
وفي الشأن الدولي، أبدى الطرفان تطابقاً في الموقف من الأزمة السورية، إذ شددا على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ورفع العقوبات المفروضة عليها، مع متابعة تنفيذ اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة. كما اتفقا على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مع التزام مشترك بدعم قرارات الناتو بشأن الإنفاق الدفاعي.
أما الخلاف الأبرز فتمحور حول الحرب في غزة، إذ دعا ميرتس تركيا إلى استخدام نفوذها على حركة «حماس» لترك السلاح، معتبراً أن إسرائيل تمارس حقها في الدفاع عن نفسها. وردّ إردوغان بلهجة حادة، قائلاً إن إسرائيل تستخدم القنابل ضد المدنيين في غزة وتمارس «التجويع والتطهير العرقي»، مؤكداً أن «حماس لا تمتلك القنابل التي تملكها إسرائيل»، وأن بلاده ستواصل العمل مع ألمانيا والمجتمع الدولي لوقف المأساة الإنسانية في القطاع.
ورغم التباينات، اتفق الجانبان على ضرورة استمرار التنسيق الثنائي في ملفات الأمن الإقليمي والتعاون داخل الناتو، فيما أظهر اللقاء عمق التناقض بين أنقرة وبرلين في قراءة المشهدين الفلسطيني والأوروبي، بما يعكس حدود التقارب السياسي بين البلدين رغم المصالح المشتركة.
 
					 
					


