تنظيم «القاعدة» يوسع نشاطه في غرب أفريقيا ويحوّل بنين إلى ساحة مواجهة جديدة على الحدود مع نيجيريا

قسم الأخبار الدولية 09/10/2025
كثّف تنظيم «القاعدة» الإرهابي، ممثلاً في جناحه الإقليمي «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، هجماته داخل دولة بنين منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، في مؤشر على سعيه إلى نقل عملياته من منطقة الساحل إلى عمق غرب أفريقيا. وأسفرت أحدث هجماته عن مقتل ثلاثة جنود من قوات الأمن في قرية «ولي» الحدودية مع نيجيريا، حيث أعلن التنظيم أنه استهدف نقطة عسكرية واستولى على أسلحة رشاشة دون خسائر في صفوفه.
وردّ الجيش البنيني بإطلاق عملية أمنية واسعة في شمال البلاد، نجح خلالها في «تحييد» عنصرين من المهاجمين وإحباط محاولة اختطاف مدنيين، وفق ما أفادت به صحف محلية. وأشارت التقارير إلى أن الهجوم جاء ضمن خطة منسقة لاختطاف أحد السكان المحليين تطورت إلى اشتباك مسلح، بينما أكدت المصادر أن القوات المسلحة تلقت دعماً من صيادين محليين في صدّ الهجوم، ما يعكس تصاعد دور المجتمعات القروية في مكافحة الإرهاب بالمناطق النائية.
وتزامنت هذه التطورات مع سلسلة هجمات متتالية شنّها التنظيم على مراكز للشرطة في بلدات «سيغبانا» و«كالالي» شمال شرقي البلاد، وأسفرت عن مقتل ثلاثة من رجال الشرطة وفقدان آخر. وتُظهر هذه العمليات أن التنظيم يعبر بانتظام الحدود مع نيجيريا مستخدماً الغابات الكثيفة ممرات للتنقل، في ظل ضعف التنسيق الأمني الإقليمي.
ويرى مراقبون أن تصعيد «القاعدة» في بنين يمثل تحولاً استراتيجياً، إذ يسعى التنظيم إلى إيجاد موطئ قدم جديد بعد الضغوط العسكرية عليه في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. كما يثير تمدده مخاوف من تهديد مباشر لخليج غينيا، أحد أهم الممرات البحرية للطاقة والتجارة العالمية، ما قد يعقّد جهود الاستقرار في منطقة تعاني أصلاً من هشاشة أمنية وتراجع اقتصادي.