تنديد دولي واسع بمجزرة صحافيي غزة

غزة-قسم الأخبار الدولية 13/08/2025
238 شاهدا على الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل خلال نحو عامين في قطاع غزة، هي حصيلة من غيّبتهم إسرائيل من الصحافيين الفلسطينيين اغتيالا، آخرهم كوكبة تبنّت دولة الإبادة قتلهم من دون اكتراث بأي رادع قانوني.
فقد استشهد 6 صحافيين فلسطينيين في غارة شنتها إسرائيل على خيمتهم قرب مجمع الشفاء في مدينة غزة، في وقت متأخر من مساء الأحد، من بينهم مراسلا قناة “الجزيرة” أنس الشريف ومحمد قريقع.
ولم تنجح إسرائيل بقتلها ستة صحافيين دفعة واحدة، في طمس الصوت والصورة اللذين يفضحان يوميا المجازر التي تقترف في غزة.
فاغتيال الشهداء الستة، وفي مقدمتهم مراسلا قناة “الجزيرة”، أعاد التركيز أكثر على قصص غزة الإنسانية، قصص الفقر والجوع والقتل، وأعاد لأذهان العالم صورا ورسائل إخبارية، كان أنس الشريف ومحمد قريقع ينقلانها حتى وقت قصير من إعدامهما بصاروخ إسرائيلي.
وتقول حنان عبد السلام، وهي سيدة من شمال قطاع غزة، لـ”القدس العربي”: “كان أنس كل مرة يتحدث عن وضع غزة، وعن وضع النازحين، وعن وضع الأكل”. وتحدثت عن الأطفال النازحين الذين كانوا يتوافدون على أنس بعد انتهاء الرسالة لمصافحته وممازحته.والشهداء محمد الخالدي، وأنس الشريف، ومحمد قريقع، ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، وإبراهيم ظاهر، وجميع الراحلين، كان لكل منهم دور مختلف في إيصال الرسالة الصحافية إلى العالم.
وخلال تفقد فريق “القدس العربي” لموقع الاستهداف، خرج من المستشفى أحمد الحرازين متكئاً على كتف صديقه. قال: “أجد صعوبة في الحديث (…) أنا أعتقد أنه تم استهداف الخيمة لأن أنس ومحمد قريقع كانا يعملان على فضح جرائم الاحتلال في قطاع غزة”.
شبكة “الجزيرة” نددت بشدة باغتيال جيش الاحتلال مراسليها والمصورين. وقالت في بيان إن ما حصل هو “هجوم جديد سافر ومتعمّد على حرية الصحافة”. وحمّلت جيش الاحتلال وحكومته مسؤولية استهداف واغتيال فريقها.
وكان جيش الاحتلال أقرّ باغتيال الصحافيين في غزة بشكل متعمد، وزعم أن “أنس الشريف كان قائداً لخلية إرهابية في حركة “حماس””.
ولاقت الجريمة تنديدا عالميا واسعا. وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن استهداف الصحافيين يبرهن للعالم أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل “فاقت كل التصورات”.
وأكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، أن الجيش الإسرائيلي يواصل إسكات الأصوات التي تُبلّغ عن فظائعه في قطاع غزة.
وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، أمس الإثنين، إن إسرائيل قتلت “عمدا” عشرات الصحافيين في غزة.بدروها أدانت منظمة العفو الدولية قتل إسرائيل المتعمد للصحافيين الفلسطينيين، ودعت إلى “إجراء تحقيق مستقلّ ومحايد في قتل الصحافيين الفلسطينيين، وتحقيق العدالة وتعويض عائلاتهم”.
فلسطينيا، أدان نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ “بأشد العبارات، جريمة الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت طواقم صحافية في قطاع غزة”.
ونعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الشهداء. وقالت إن “اغتيال الصحافيين وترهيب من تبقّى منهم يمهّد لجريمة كبرى يخطط الاحتلال لارتكابها في مدينة غزة”.
وكانت مجازر الاحتلال تواصلت أمس في قطاع غزة، وتعمدت قواته قتل عدة عائلات، فيما أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 5 حالات وفاة نتيجة سوء التغذية، من بينها طفل، خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وصعّدت إسرائيل عملياتها بعد إعلانها عزمها توسيع العمليات العسكرية واحتلال مدينة غزة. وأجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، تقييما لجاهزية جيش الاحتلال، وقال: “وفقا لقرار مجلس الوزراء، نحن على أعتاب مرحلة جديدة في القتال في غزة”.