تنامي تهديد «داعش – غرب أفريقيا» مع إعلان التنظيم قتل لواء نيجيري وسط تصاعد الاضطرابات في بحيرة تشاد

قسم الأخبار الدولية 18/11/2025
سجّل النزاع المسلح في شمال شرقي نيجيريا تطوراً خطيراً بعد إعلان تنظيم «داعش في غرب أفريقيا» مقتل اللواء إم أوبا، أحد أبرز القادة العسكريين المكلفين بقيادة العمليات ضد الجماعات المتطرفة في منطقة بحيرة تشاد. وجاء الإعلان عبر قناة «أعماق» التابعة للتنظيم، حيث بثّ المنشور صورتين للضابط النيجيري، إحداهما التُقطت بعد أسره المفترض، والأخرى من مكتبه، في خطوة تهدف إلى تثبيت الرواية وإظهار اختراق ميداني خطير.
وجاءت العملية بعد كمين استهدف قافلة عسكرية قرب بلدة واجيركو في ولاية بورنو، وهي المنطقة التي تشكل مركزاً أساسياً لتمدد «داعش – غرب أفريقيا» و«بوكو حرام» منذ سنوات. وكان اللواء أوبا قد فُقد يوم الجمعة عقب الهجوم الذي أدّى، بحسب الجيش النيجيري، إلى مقتل جنديين وعنصرين من ميليشيا محلية. ورغم نفي المؤسسة العسكرية لتقارير محلية تحدثت عن أسره، فإن مصادر استخباراتية أكدت لاحقاً وقوع الضابط مع 16 جندياً آخرين في قبضة التنظيم، مشيرة إلى خشيتها من «السيناريو الأسوأ».
وأفادت هذه المصادر بأن التنظيم ترك هاتف اللواء أوبا متاحاً لفترة قصيرة، ما سمح للجيش بالحصول على إحداثيات الموقع، قبل أن يجري إجباره على التواصل بالفيديو مع أحد معارفه، في رسالة واضحة لإرباك التحركات العسكرية. ورغم تحرك فرق الإنقاذ، فإنها لم تتمكن من العثور عليه.
ويمثل مقتل اللواء، إذا ثبت رسمياً، أكبر خسارة لقيادة الجيش النيجيري منذ عام 2021، ما يعكس قدرة التنظيم على التخطيط لكمائن عالية التعقيد، ويكشف التحديات التي تواجهها السلطات في منطقة تشهد نشاطاً مكثفاً للجماعات المسلحة منذ 16 عاماً. وقد خلّف النزاع أكثر من 40 ألف قتيل ونحو مليوني نازح، في ظل صعوبة السيطرة على رقعة جغرافية واسعة تمتد إلى دول الجوار ضمن بحيرة تشاد.
ويأتي هذا الحادث في وقت تحاول فيه نيجيريا إعادة هيكلة عملياتها العسكرية وتطوير منظومتها الاستخباراتية لمواجهة التوسع اللافت لـ«داعش – غرب أفريقيا»، الذي يسعى إلى تعزيز نفوذه عبر ضربات نوعية تستهدف قيادات عسكرية، ما يجعل الوضع الأمني في المنطقة مرشحاً لمزيد من التصعيد خلال المرحلة المقبلة.



