تنافر الفصائل المسلحة وتنافس القبائل ينذران بتصاعد الصراع في دار فور
دارفور-السودان-28-7-2020
تشهد منطقة دارفور بالسودان احتقانا قد ينذر بتطورات قادمة ، بما يشير إلى تعثر الحل التقليدي نظرا لخصوصية الوضع هناك، والصراع بين اليمين واليسار المسلح، علاوة على الخلاف التاريخي بين القبائل وحملة السلاح.
وذكر مالك حسين المرشح السابق للرئاسة السودانية، أن الصراع في دارفور لم يتوقف لكنه تطور إلى أشكال أشد خطورة، حيث لا يوجد تجانس بين الحركات المسلحة في الإقليم، بعضها يمين والأخرى يسار، علاوة على أن القبائل الموجودة في دارفور ليس لديها توافق مع الحركات المسلحة بل إن هناك خلافا تاريخيا بينهما.
وفي تصريح لوكالة(سبوتنيك) قال مالك حسن إن من المتوقع أن يكون هناك صراع عنيف جدا بين اليمين واليسار في الفترة القادمة، وهذا الصراع سوف يشكل من جديد الحركات المسلحة وأيضا الصراع الموجود بين اليسار واليمين، حيث الخلاف القديم بين الحركة الشعبية والحركة الإسلامية لا يزال قائما، إضافة إلى أن إرسال قوة من الحكومة الإتحادية إلى الإقليم لن يكون مقبولا وسوف يساعد على اشتعال الصراع أكثر،حسب تقديره.
من جهته،قال مدير المركز العربي الإفريقي لثقافة السلام والديمقراطية بالسودان، محمد مصطفى، إن دارفور حالة خاصة في خارطة الوطن حيث إنها تعادل من حيث المساحة، مساحة دولة فرنسا ومساحة دولتي أوغندا وكينيا الإفريقيتين، وتقطنها مائة وثماني قبائل إفريقية وعربية عاشت وتصاهرت مع القبائل صاحبة الأراضي وفقا لنظمها الإدارية،موضحا أنه وفقا للأعراف القبلية الغنية بالإبداعات الإدارية كانت وظلت تدير مصالحها الإقتصادية والثقافية باحترافية عالية.
وأوضح مصطفى، أنه بعد قدوم نظام الإنقاذ المشؤوم الذي تلاعب بالهيكلة الإدارية والإرث الإداري بدارفور، تعددت الإدارات الأهلية وتشعبت الصلاحيات وهكذا إلى أن ذهب النظام الدكتاتوريمخلفا إرثا ثقيلا للشعب السوداني عامة ولدارفور خاصة.
بدوره يرى عبد الله إسحق، المحلل السياسي السوداني من دارفور، أن أعمال العنف التي تحدث في دارفور تقوم بها قوى تعمل ضد الثورة السودانية وضد الأسلوب السلمي الذي انتهجه المواطنون في وحدة “فتا برنو” وبعض المناطق في شمال دارفور،معتبرا أن هناك قوى ظلامية تريد تقويض عملية السلام الجارية حاليا في جوبا بين الحكومة السودانية والفصائل المسلحة حتى لا يتم تحقيق السلام الشامل والعادل والمستقر والذي يحقق رغبات المواطنين ويحقق أهداف الثورة، لذا فإن تلك القوى الظلامية تتحرك بسرعة كبيرة لقطع الطريق على تحقيق السلام، خاصة أنه كان مفترضا أن يتم التوقيع بالأحرف الأولى على السلام هذا الأسبوع، لكن بكل تأكيد تلقي الأحداث بظلالها على المشهد السياسي في السودان، وما علينا إلى السير في طريق التغيير واعتبار كل ما يحدث هو ثمن أو مقدمة لعملية السلام وخلافا لآراء من يتوقعون مرحلة تصعيد في دارفور،أكد عبد الله إسحق أن الأوضاع في دارفور مرشحة للتهدئة وليس للتصعيد ، حيث سيتم تعيين الولاة المدنيين في ولايات دارفور الخمس ووقتها ستنخفض وتيرة العنف وتبدأ مرحلة الإصلاح والتغيير والمحاسبة.
وكانت “وكالة السودان للأنباء” قد ذكرت أن سلطات البلاد أعلنت حالة الطوارئ في منطقة دارفور التي تمزقها الصراعات في غرب البلاد، بعد وقوع أعمال عنف واضطرابات في بلدتين.
من جانبها،قالت بعثة الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور “يوناميد” إنها أرسلت فريقا لبلدة كتم، في ولاية شمال دارفور بعد ورود أنباء عن حرق قسم للشرطة وسيارات على من قبل محتجين مجهولين.
وكان الصراع قد اندلع في دارفور عام 2003 بعد أن ثار متمردون أغلبهم ليسوا من العرب على حكومة الخرطوم، ووجهت اتهامات إلى القوات الحكومة بقمع التمرد وارتكاب أعمال وحشية.
وتعهدت الحكومة المدنية الحالية بإنهاء الصراع، وتجري محادثات مع بعض الجماعات المتمردة.