تقرير يكشف: ترمب رفض تقديم مساعدات حرائق الغابات في كاليفورنيا قبل معرفة من سيصوت له
قسم الأخبار الدولية 04/10/2024
كشف تقرير حديث عن أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب رفض في إحدى المرات تقديم مساعدات فدرالية لحرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا ما لم يتأكد من حصوله على دعم الناخبين في الولاية. وفقًا للتقرير الذي نشرته وسائل إعلام أميركية، فإن ترمب قد أثار الجدل عندما أبدى ترددًا في توفير التمويل اللازم لمواجهة الكوارث الطبيعية التي دمرت أجزاء كبيرة من الولاية، مبررًا ذلك برغبته في معرفة الموقف السياسي للولاية وما إذا كانت الأصوات ستكون لصالحه في الانتخابات المقبلة.
التفاصيل والوقائع
التقرير يستند إلى تصريحات متعددة من مسؤولين سابقين في إدارة ترمب، إضافة إلى مصادر داخل البيت الأبيض، التي كشفت عن تفاصيل مقلقة تتعلق بتعاطي الرئيس السابق مع الكوارث الطبيعية. بحسب المصادر، فإن ترمب أظهر اهتمامًا بمعرفة المناطق الأكثر تضررًا من حرائق الغابات في كاليفورنيا، وما إذا كانت تلك المناطق ستدلي بأصواتها لصالحه في الانتخابات الرئاسية. إذا لم تكن تلك المناطق تميل سياسيًا إلى ترمب أو الحزب الجمهوري، فإنه كان يتردد في اتخاذ قرارات سريعة لدعمها.
خلال فترة رئاسته، كان ترمب معروفًا بانتقاده المستمر لسياسات ولاية كاليفورنيا التي تعد معقلًا للديمقراطيين، كما أبدى مرارًا امتعاضه من تعامل الولاية مع قضايا البيئة والتغير المناخي. وقد انعكست هذه الخلافات على استجابته للكوارث التي شهدتها الولاية، لا سيما حرائق الغابات، حيث انتقد في أكثر من مناسبة إدارة الولاية واتهمها بالتسبب في اندلاع الحرائق نتيجة سوء الإدارة.
الموقف السياسي وترمب
تعد كاليفورنيا من أكبر الولايات الأميركية من حيث عدد السكان، وغالبًا ما تميل سياسيًا نحو الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية. وفي الانتخابات التي شهدتها فترة رئاسة ترمب، حصدت الولاية أصواتًا ساحقة لصالح المرشحين الديمقراطيين. هذا الميل السياسي كان على ما يبدو مصدر إحباط لترمب، الذي رأى أن الولاية لم تقدم له دعمًا سياسيًا كافيًا. وبناءً على هذا التقرير، فإن هذه العوامل قد أثرت في موقف ترمب من تقديم المساعدات الفدرالية.
وتشير المصادر إلى أن رفض ترمب تقديم المساعدات الفورية كان يستند إلى اعتقاده بأن سكان الولاية لن يصوتوا له في الانتخابات الرئاسية، وبالتالي لم يكن يرغب في إنفاق موارد فدرالية على منطقة لا تدعمه سياسيًا. ومع ذلك، تعرض ترمب لضغوط كبيرة من مسؤولي إدارته ومن الحزب الجمهوري لإعادة النظر في هذا الموقف، ونتيجة لذلك تم في النهاية تقديم المساعدات، لكن بعد تأخير أثار استياء واسع.
هذا التقرير أثار انتقادات حادة من قبل الحزب الديمقراطي وبعض المسؤولين في ولاية كاليفورنيا، الذين اعتبروا أن ترمب قد وضع مصالحه الشخصية والسياسية فوق مصلحة المواطنين الذين عانوا من الكوارث الطبيعية. كما وصفوا هذه التصرفات بأنها غير إنسانية وتتنافى مع قيم العمل الحكومي الذي يجب أن يكون مكرسًا لخدمة جميع المواطنين دون تمييز.
بدوره، نفى مقربون من ترمب صحة هذه المزاعم، مؤكدين أن الرئيس السابق كان يتعامل بجدية مع جميع الأزمات والكوارث الطبيعية، بغض النظر عن الخلفية السياسية للمناطق المتضررة. إلا أن هذه القضية تأتي في سياق أوسع من الانتقادات التي وجهت لترمب خلال رئاسته، حيث اتهم في مرات عدة باستخدام السلطة لتحقيق مكاسب سياسية.
الخلفية والتداعيات
حرائق الغابات في كاليفورنيا تمثل مشكلة سنوية متكررة، حيث تشهد الولاية كل عام حرائق ضخمة تسبب دمارًا واسعًا في الغابات والمناطق السكنية، وتؤدي إلى نزوح الآلاف من السكان. وتستدعي هذه الكوارث استجابة فدرالية عاجلة لتقديم الدعم المالي واللوجستي، إلا أن العلاقة المتوترة بين ترمب وكاليفورنيا أدت إلى تعقيدات في التنسيق بين الحكومة الفدرالية والولاية.
في النهاية، يعكس هذا التقرير تحديًا أكبر في كيفية إدارة العلاقات بين الحكومات المحلية والفدرالية، وأيضًا في الطريقة التي يمكن أن تتأثر بها الاستجابات الحكومية بالتوجهات السياسية. ومع أن ترمب لم يعد في منصبه، فإن هذه القضية قد تظل جزءًا من النقاش حول أسلوبه في الحكم وتأثير السياسة على قراراته المتعلقة بالكوارث الطبيعية.