تقرير حول الورشة التي نظمها المركز لمناقشة تطورات الحرب في السودان ودلالاتها

قسم الأخبار الدولية 24/11/2025
نظّم المركز أمس ورشة حوارية معمّقة خُصّصت لتحليل الوضع الراهن في السودان واستجلاء خلفيات الصراع وانعكاساته السياسية والاجتماعية. وجمعت الورشة مجموعة من الدبلوماسيين والخبراء، من بينهم سفير السودان الذي قدّم رؤية شاملة حول حقيقة ما يجري داخل البلاد، مركزًا على البعد البنيوي والسياسي للصراع، وعلى الدور المحوري للمجتمع السوداني في مقاومة الفوضى المسلحة.
بدأ السفير مداخلته بتوصيف الحرب باعتبارها صراع ميليشيات موجّه ضد الدولة والشعب، وليس صراعًا داخليًا بين أطراف سياسية متنافسة. وأكد أن السودانيين عبّروا بوضوح عن رفضهم القاطع لهذه الميليشيات التي تحاول السيطرة على مؤسسات الحكم عبر العنف والابتزاز. واعتبر أن تفكك الأمن واستهداف المواطنين لا يعكس ضعف الدولة، بل يعكس حجم التهديد الذي تمثله جماعات مسلحة مدعومة خارجيًا لإضعاف السودان وتقسيمه تحقيقًا لمصالح قوى إقليمية ودولية.
وتوسّع السفير في شرح جذور ميليشيا الدعم السريع، مذكّرًا بأنها امتداد تاريخي للجنجويد، وهي مجموعات تشكّلت خارج الإطار المؤسسي للدولة وتم تسليحها سابقًا في سياقات محلية، قبل أن تتحول اليوم إلى قوة منفلتة تسعى لفرض واقع عسكري على الأرض. وأوضح أنّ خطورة هذه الميليشيات لا تنحصر في عملياتها المسلحة فقط، بل في محاولة خلق أمر واقع يهدّد وحدة السودان واستقراره.
وفي المقابل، شدّد السفير على أنّ المؤسسات السودانية لا تزال قائمة رغم ظروف الحرب، وأن الجيش السوداني ما يزال يمثّل الإطار الرسمي الوحيد القادر على حماية البلاد. كما أشار إلى أنّ الصراع الحقيقي لم يكن يومًا بين الجيش والدعم السريع فحسب، بل بين إرادة شعب يسعى لحماية دولته وبين قوى خارجية تدعم مجموعات مسلحة لتحقيق نفوذ سياسي واقتصادي داخل السودان.
وساهم المشاركون الآخرون في الورشة في توسيع النقاش من خلال تحليل تأثيرات الصراع على الوضع الإنساني، وعلى التحولات الجيوسياسية في الإقليم، معتبرين أنّ الحرب في السودان تتجاوز كونها مواجهة محلية، لتصبح جزءًا من سياق إقليمي معقد تتداخل فيه المصالح والأدوار الدولية. كما ناقش الخبراء انعكاسات الحرب على الهجرة، والاستقرار الحدودي، ومسارات السلام، مؤكدين ضرورة دعم المسار السياسي الذي يحافظ على وحدة السودان ويعيد بناء مؤسسات الدولة.
وختمت الورشة بالتأكيد على أهمية تعزيز الجهود الدبلوماسية والإقليمية لإيقاف النزاع، وعلى ضرورة دعم المجتمع المدني السوداني الذي يواصل العمل رغم التحديات. كما دعا المتدخلون إلى ضرورة التعاطي مع الأزمة من زاوية شاملة تأخذ بعين الاعتبار البعد السياسي، الأمني، الإنساني، ودور الفاعلين الخارجيين.



