إفريقيا

محلّل سياسي ليبي يحذّر من مخاطر قيام تركيا بتسريب الإرهابيين الى ليبيا

زهور المشرقي-تونس

قال المحلل السياسي الليبي “محمد زبيدة” إن مسألة نقل الإرهابيين من سوريا والعراق إلى ليبيا لم تعد خافية على العالم بأكمله، مذكّرا بتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بخصوص تهريب العشرات من المتطرفين من شمال سوريا وإدلب وعين العرب وكوباني إلى المنطقة المحاذية للعراق ومن ثم نقلهم عبر دفعات ليبيا متتالية عبر رحلات مباشرة من مطارات تركية إلى مطاري مصراتة ومعيتيقة بليبيا.
وذكر زبيدة، في تصريح لموقع استراتيجيا نيوز، اليوم الخميس، 24 أكتوبر2019، أنه تم القبض على عشرات الإرهابيين ويقبعون حاليا في سجون القوات المسلحة وهم من جنسيات مختلفة قدموا كلهم عبر تركيا ، مشيرا إلى أن عشرات الأفارقة أتوا إلى طرابلس عبر الجنوب الليبي بتمويل قطري -تركي وينتمون إلى حركتي بوكو حرام وأزاود المصنفتين إرهابيتين، وتمركزوا في الجنوب والجنوب الغربي من ليبيا في المعسكرات التي يشرف عليها المدعو مختار بن مختار، زعيم تنظيم ” الموقعون بالدم” وليس بعيدا عن الحدود التونسية تمهيدا لإدخالهم إلى الجزائر وتونس في حالة تقدم الجيش الليبي وتحرير طرابلس من المليشيات التكفيرية.
وأضاف المحلل السياسي الليبي أن ما تقوم به تركيا اليوم هو إعادة وتكرار للسيناريو الباكستاني عندما غادر الأفغان العرب إلى منطقة الحدود بين أفغانستان وباكستان،وتحديدا منطقة بشاور ، حيث بدأت الحكومة الباكستانية تفكر في نقل هؤلاء المقاتلين إلى بلد آخر باعتبارهم يمثلون خطرا أمنيا وسياسيا عليها ، وتم الإذن بنقلهم إلى السودان في زمن حكم الإخواني المتنحي عمر البشير.
وأضاف زبيدة أنه بعد انتهاء المعارك في سوريا والعراق أصبح هؤلاء الإرهابيون يمثلون عبءً على أنقرة التي فكّرت في التخلص منهم عبر نقلهم إلى ليبيا باعتبار الأوضاع الأمنية الصعبة وحالة الإنقسام التي يعيشها هذا البلد ، مشيرا إلى أن أكثر من 3 آلارف إرهابي تعمل تركيا اليوم على تسريبهم خاصة أن عديد الدول الأوروبية سبق أن عبرت عن رفضها استقبال هؤلاء الإرهابيين.
وأضاف أن أردوغان كان قد صرّح بأن ليبيا بها مليون ونصف من أصل تركي ما يضفي “مبررا” في رأيه للتدخل التركي في شؤونها،لافتا إلى أن الأتراك سيقاتلون في طرابلس بحجة أن ما يدعيه بأن قرابة ثلث سكان ليبيا من أصل تركي، مذكّرا بأن أردوغان سبق أنه زعم أن تدخله في العراق كان لحماية التركمان وغزا شمال سوريا بنفس الحجة.
ولفت محمد زبيدة إلى أن الجيش الليبي يملك صورا وأسماءً لجرحى من المخابرات التركية تم نقلهم إلى إسطنبول بعد إصابتهم، على متن طائرة خاصة بالإضافة إلى نقل جريح هولندي وآخر ليبي إلى تونس على متن طائرة تابعة للصليب الأحمر،كانوا يقاتلون مع الميليشيات الإرهابية،كانا قد قَدِما من سوريا عبر الأراضي التركية.
وبخصوص الإتهامات الموجهة إلى عبد الحكيم بلحاج بمواصلة تهريب الإرهابيين عبر طيران الأجنحة إلى ليبيا عن طريق مطار مصراتة، أكد زبيدة أن علاقات قوية تربط هذا الشخص بالأتراك، مذكّرا بحادثة استيلائه على أموال البنك المركزي عام 2011 عقب سقوط النظام ، وتهريب الأموال إلى تركيا بالتعاون مع مسؤولين أتراك.
ولفت إلى أن الجيش الليبي على استعداد تام للتصدي لهذه التنظيمات الإرهابية في ليبيا وقياداتها في تركيا وغيرها مهما كلفه ذلك ، معبرا عن مخاوفه من توطين المتطرفين بالجنوب الليبي باعتباره منطقة جغرافية شاسعة ووعرة وخاصة في هذا التوقيت الذي يسعى فيه إلى تحرير طرابلس ، موضحا أن هؤلاء يسعون إلى إنهاك القوات المسلحة لتوطين الإرهابيين والمهاجرين السريين البالغ عددهم مليونا و200 ألف.
وختم محدثنا بالقول: إن الجيش الليبي يواصل كفاحه إلى حين رفع راية النصر والإنتصار لبلاده وشعبه ، مشيرا إلى أن دول الجوار أدركت اليوم خطورة ما يحدث في ليبيا وانعكاسات ذلك على استقرار دول المنطقة. وشدد على أن الدعم السياسي الدولي للقوات المسلحة جاء بعد اقتناع عديد الدول بأن ليبيا تحارب ميليشيات ومجموعات إرهابية في كامل انحاء البلاد.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق