أخبار العالمأوروبا

تقرير:أمريكا وحلفاؤها يرقصون على حافة منحدر زلق

لندن-بريطانيا-24-4-2023

تحدث تقرير بموقع “آنهارد” البريطاني،عن تراجع الإمبراطورية الأمريكية بعد صعودها تاريخياً، وقال إنّ على الولايات المتحدة وحلفائها الاستعداد لبضعة عقود من الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المؤلمة.

وبحسب وجهة نظر كاتب المقال، فإنّ صعود الإمبراطورية الأمريكية “لن يدوم”، على عكس ما روج فرانسيس فوكوياما، من أنه “بعد فوزها بالمرتبة الأولى، مقدر للولايات المتحدة البقاء هناك إلى الأبد”، إذ أنّ “صعود إمبراطورية واحدة يضمن أنّ الطامحين الآخرين لنفس المكانة سيبدأون في شحذ سكاكينهم”.

وبحسب كاتب المقال، جون مايكل غرير، وهو مؤلف لثلاثين كتاباً، فإنّ “الإمبراطوريات تدمر نفسها دائماً، ويمكن أن يحدث ذلك بسرعة أو ببطء، اعتماداً على الآلية التي تستخدمها كل إمبراطورية لاستخراج الثروة من الدول الخاضعة لها
وأوضح أنّ “الآلية التي استخدمتها الولايات المتحدة لاستخراج الثروة من الدول الخاضعة لها، كانت عبقرية ولكنها قصيرة المدى، حيث فرضت سلسلة من الترتيبات على معظم الدول الأخرى التي ضمنت أن حصة الأسد من التجارة الدولية ستستخدم الدولار الأمريكي” كوسيط للتبادل”.

وسمحت هذه الآلية للحكومة الأمريكية “بطباعة الدولارات من العدم عن طريق العجز الهائل في الميزانية، بحيث يمكن للمصالح الأمريكية استخدام هذه الدولارات لشراء كميات هائلة من أموال العالم” .

وأضاف: “عندما شنت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا، ردت الولايات المتحدة وحلفاؤها بالعقوبات الاقتصادية”، مشيراً إلى أنّه “على ما يبدو لم يفكر أحد في واشنطن في احتمال أن يكون لدى الدول الأخرى مصلحة في تقويض الإمبراطورية الأمريكية”.”.

وبحسب الكاتب، فإنّ تقويض الإمبراطورية الأمريكية حدث، إذ “زادت الصين التي تمتلك أكبر اقتصاد على وجه الأرض من حيث القوة الشرائية وارداتها من النفط والغاز والحبوب الروسية ومنتجات أخرى. وكذلك فعلت الهند، التي تعد حالياً ثالث أكبر اقتصاد على وجه الأرض، كما فعلت أكثر من 100 دولة أخرى”.

كما تحدث الكاتب عن إيران، مشيرا إلى أن ” معظم الأمريكيين يُعتبرون أغبياء بشأنها”. وذكر أنّها “تحتل المرتبة 17 من حيث أكبر الدول في العالم، وأكثر من ضعف مساحة ولاية تكساس، وغنية بالنفط والغاز الطبيعي، كما أنّها قوة صناعية مزدهرة، ولديها صناعة سيارات مزدهرة، وتبني وتطلق أقمارها الصناعية المدارية، وتتعامل مع عقوبات أمريكية منذ عام 1978، لذا تعرف الحكومة الإيرانية والقطاع الصناعي كل طريقة يمكن تخيلها للالتفاف على تلك العقوبات”.

وأوضح أنه”بعد حرب أوكرانيا بدأت روسيا وإيران فجأة في إبرام صفقات تجارية، ونقلت الأخيرة معرفتها المكتسبة في تفادي العقوبات إلى المسؤولين الروس، وبقليل من المساعدة من الصين والهند ومعظم البشر، أدّى ذلك إلى الفشل التام للعقوبات في وقت قصير”.

وبرأي الكاتب، فإن “إحدى النتائج المثيرة للاهتمام للتحول الجاري الآن هي العودة إلى متوسط توزيع الثروة العالمية”، موضحاً أنّه “بحلول العام القادم، 4 من أكبر 5 اقتصادات على هذا الكوكب من حيث تعادل القوة الشرائية ستكون آسيوية، والمرتبة الخامسة ستكون من نصيب الولايات المتحدة، وقد لا تبقى في تلك القائمة طويلاً”.

وختم الكاتب مقاله بالقول:”باختصار، أمريكا مفلسة”، وإنّ “حكوماتنا من المستوى الفيدرالي إلى أسفل، وشركاتنا الكبرى وعدد كبير جداً من مواطنينا الأثرياء يعانون من ديون ضخمة لا يمكن سدادها”، مضيفاً أنّه “سيتعين على 5 % منّ سكان الولايات المتحدة العودة إلى العيش على نحو 5 % من ثروة كوكب الأرض، كما فعلوا قبل عام 1945”.

وأضاف: “نحن نرقص على حافة منحدر طويل زلق نحو واقع جديد غير مرحب به، وعلى أمريكا وحلفائها الاستعداد لبضعة عقود من الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المؤلمة”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق