تصاعد الإقالات والاستقالات في إسرائيل يعكس أزمة داخلية حادة

قسم الأخبار الدولية 17/03/2025
تصاعدت الأزمة السياسية داخل إسرائيل بعد قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا وسط اتهامات بمحاولة تعزيز سيطرته على السلطة في ظل الانتقادات المتزايدة لأدائه الأمني والسياسي.
إقالة رئيس الشاباك تفجّر خلافات داخلية
أثار قرار نتنياهو بإقالة بار انقسامات حادة بين المسؤولين الإسرائيليين، حيث أيد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الخطوة، معتبرًا أن الإقالة كانت ضرورية منذ وقت طويل بسبب “الإخفاقات الأمنية المتكررة”. في المقابل، هاجم زعيم المعارضة يائير لبيد القرار، واصفًا إياه بـ”المتسرع وغير القانوني”، مشيرًا إلى أنه جاء بعد بدء تحقيقات الشاباك في مكتب نتنياهو.
وفي أول تعليق له بعد الإقالة، صرّح رونين بار بأن السبب الحقيقي وراء القرار لا يرتبط بأحداث 7 أكتوبر 2023، بل يرجع إلى “انعدام الثقة المستمر”، مضيفًا أن تحقيقات الشاباك كشفت أن سياسات الحكومة خلال العام السابق للحادثة لعبت دورًا رئيسيًا في الإخفاقات الأمنية التي وقعت.
استقالات وإقالات متتالية تعكس هشاشة المشهد الإسرائيلي
لم تكن إقالة بار إلا حلقة جديدة في سلسلة الإقالات والاستقالات التي هزّت المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية منذ عملية “طوفان الأقصى”. ومن بين المسؤولين الذين غادروا مناصبهم:
- أهارون حاليوة – رئيس الاستخبارات العسكرية “أمان” (استقال).
- يرون فنكلمان – قائد الفرقة الجنوبية (استقال).
- هرتسي هاليفي – رئيس هيئة الأركان (استقال).
- يوآف غالانت – وزير الدفاع (أقيل).
ويرى مراقبون أن هذه التغييرات تعكس أزمة عميقة داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، وسط تصاعد الضغوط السياسية وتزايد الفجوات بين الحكومة وأجهزة الأمن.
ردود فعل عربية: هل بدأ الانهيار الداخلي في إسرائيل؟
في العالم العربي، احتل هذا التطور موقعًا بارزًا في النقاشات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى ناشطون أن هذه الأحداث تمثل بداية “انهيار داخلي” لإسرائيل. واعتبروا أن الصراعات المتزايدة بين أركان السلطة الإسرائيلية قد تؤدي إلى “حرب تسريبات” تهز الدولة، في ظل ما وصفوه بمحاولة نتنياهو مواجهة “الدولة العميقة” للحفاظ على حكمه.
وأشار بعض المعلقين إلى أن هذه الاستقالات والإقالات تعكس حالة تفكك غير مسبوقة داخل إسرائيل، مؤكدين أن هذه الأزمات الأمنية والسياسية تدل على فشل الاحتلال على عدة مستويات، سواء عسكريًا أو استخباراتيًا أو سياسيًا.
مستقبل المشهد الإسرائيلي في ظل تفاقم الأزمات
مع تصاعد هذه التوترات، يواجه نتنياهو تحديات متزايدة للحفاظ على تماسك حكومته، وسط مخاوف من استمرار النزيف داخل المؤسسات الأمنية والسياسية. وبينما يسعى لتثبيت سلطته عبر إقالات وتعيينات جديدة، يواجه معارضة شرسة من خصومه السياسيين، مما قد يفتح الباب أمام مزيد من التوترات الداخلية التي قد تؤثر على استقرار حكومته في الفترة المقبلة.