تفاقم التوترات في الكاريبي يدفع لإرجاء قمة الأميركتين إلى 2026 وسط انتشار عسكري أميركي واسع

قسم الأخبار الدولية 04/11/2025
أعلنت حكومة جمهورية الدومينيكان إرجاء القمة العاشرة للأميركتين، التي كان مقرراً عقدها في ديسمبر المقبل بمدينة بونتا كانا، إلى عام 2026، بسبب تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في منطقة الكاريبي وتداعيات الكوارث المناخية الأخيرة. وأوضحت في بيان رسمي أن «الخلافات الإقليمية الراهنة وتعقيدات الحوار بين دول الأميركتين تجعل من الضروري تأجيل القمة لضمان نجاحها في وقت لاحق»، مشيرة إلى الأضرار الكبيرة التي خلفها إعصار «ميليسا» في عدد من الدول المجاورة.
ولقي القرار دعماً من واشنطن، حيث أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن بلاده «تؤيد التأجيل وتواصل العمل مع شركائها الإقليميين لتنظيم قمة مثمرة العام المقبل تركز على الأمن والتنمية»، في حين جاء القرار بعد مشاورات شملت الدول المشاركة ومن ضمنها الولايات المتحدة.
ويأتي الإرجاء في ظل تزايد الوجود العسكري الأميركي في البحر الكاريبي، إذ نشرت واشنطن ثماني سفن حربية ومقاتلات من طراز «إف-35» في بورتوريكو، إلى جانب إرسال حاملة طائرات ضخمة نحو المنطقة، في إطار حملة قالت إنها تستهدف «شبكات تهريب المخدرات»، وأسفرت عن مقتل أكثر من 65 شخصاً خلال الأسابيع الأخيرة.
وأثارت هذه التحركات توتراً مع فنزويلا التي اتهم رئيسها نيكولاس مادورو واشنطن باستخدام «ذريعة مكافحة المخدرات» لتبرير محاولات تغيير النظام والسيطرة على موارد النفط الفنزويلية، فيما حذر المستشار البرازيلي سيلسو أموريم من أن أي تدخل عسكري أميركي في فنزويلا «قد يشعل القارة بأكملها».
كما ساهم استبعاد كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا من قائمة الدول المدعوة إلى القمة في توسيع الانقسامات الإقليمية، إذ أعلنت المكسيك وكولومبيا رفضهما المشاركة احتجاجاً على القرار، معتبرتين أنه يتنافى مع مبدأ الشمولية الذي يفترض أن تحمله قمم الأميركتين.
ويرى محللون أن هذا الإرجاء يعكس ليس فقط تصاعد التوتر في الكاريبي، بل أيضاً حالة الاستقطاب الحاد بين واشنطن وعدد من حكومات أميركا اللاتينية حول النفوذ والسيادة، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لتثبيت حضورها الأمني والسياسي في المنطقة.
					
					


