تغول الميليشيات وصلف”الإخوان” يحملان نذر حرب جديدة في ليبيا
بنغازي-ليبيا-12-01-2022
حذر السياسي الليبي، فرج ياسين، من أن الميليشيات في العاصمة طرابلس على شفا الدخول في صدام جديد ضمن صراعها على السلطة والمال، فيما تستعد الدول الغربية لذلك النزاع بدعوة رعاياها إلى المغادرة.
وأوضح ياسين، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” أن بريطانيا قرأت هذا المشهد، ولذا أصدرت تحذيرها إلى رعاياها قبل أيام لمغادرة ليبيا.
وتشهد طرابلس تحركات ميليشياوية، وصفها مراقبون بأنها تحمل نذر حرب جديدة، وتشارك فيها جماعات منها “البقرة” و”الردع” و”غنيوة” و”444″ و”ثوار طرابلس” و”الكتيبة 301″ و”جهاز دعم الاستقرار”، وقد سُجلت في فترة ما قبل موعد الإنتخابات التي أجهضت وبعدها،اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة مع بعضها، للسيطرة على المناطق الحيوية في العاصمة وفرض نفوذها فيها.
ويلقي مراقبون باللائمة على الدول الغربية التي لطالما تغاضت عن حقيقة خطر وإجرام الميليشيات المسلحة ولم ترد أن تقرّ بأن الأزمة من أساسها أمنية وليست سياسية، وسارت تلك الدول في اتجاه الإبقاء على التيارات المتطرفة برغم أن الشعب الليبي لفظها (كما اتضح في نتائج انتخابات البرلمان 2014 التي خسرت فيها هذه التيارات).
وهنا تحديدا يقول ياسين:”يبدو أن هناك إرادة من أجل أن تكون ليبيا هي الحاضنة لتنظيم الإخوان الذي لم يعد له مكان في دول الإقليم مثل مصر وتونس”.
وتوقع أن حل أزمة ليبيا لا يزال بعيدا، مبررا ذلك بأن “التشخيص منذ البداية كان خاطئا لأن الأزمة جرى التعامل معها على أنها سياسية، وهي في الأساس أزمة أمنية، وكان يجب قبل الحديث عن المسار السياسي والانتخابات نزع سلاح الميليشيات كأساس للحل”.
ودعا السياسي الليبي، الأمم المتحدة والدول الغريبة، إذا أرادت التعاطي بجدية مع الوضع، إلى “العمل على طرد المجموعات المؤدلجة التي تتبع تنظيم الإخوان الإرهابي”، مستهجنا ما وصفه بـ”ازدواجية المعايير”، إذ في الوقت الذي يقف فيه الغرب بحزم ضد التيارات المتطرفة في دول مثل أفغانستان “يغمض عينيه عنها في ليبيا”.
وأعرب عن خشيته من أن تكون البلاد متجهة إلى السيناريو الأخطر وهو “التقسيم” في ظل استمرار ما وصفه بالتهميش الذي يتعرض له إقليمَا برقة وفزان وشكاوى الأهالي من أنه في الوقت الذي تزخر أرضهم بالمياه والنفط والموارد الأخرى، لا تنعكس تلك الخيرات على السكان هناك.
ومنذ تأجيل الانتخابات الرئاسية تشهد معظم المدن الليبية مظاهرات تطالب بإجراء الانتخابات كسبيل للخروج من الفوضى التي تعاني منها البلاد.
من جانبه، اعتبر رئيس مؤسسة “سلفيوم” للأبحاث والدراسات، جمال شلوف، أن الإنسداد السياسي الراهن قد يهدد فعليا بنسف المسار الأمني.
وقال في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط”، إن المسار الأمني شهد تباطؤًا في ظل حكومة الوحدة المؤقتة في مختلف أبعاده، سواء تعلق الأمر بقضية إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية، أو جمع السلاح من الميليشيات.
وأضاف المحلل السياسي أن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، حاول التغول على دور اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في السابق، بخصوص فتح الطريق الساحلي.
ولفت إلى أجواء التحشيد العسكري المنتشرة في طرابلس من وقت إلى آخر، واستدعاء المجلس الرئاسي والحكومة للميليشيات الموجودة بالعاصمة، في ظل ترقب حدوث اشتباكات فيما بينها، جراء تنازعها على مناطق النفوذ والهيمنة.