أخبار العالمإفريقيا

تعيين كامل إدريس رئيساً لوزراء السودان يثير جدلاً داخلياً وترحيباً أفريقياً في ظل استمرار الحرب وغياب التوافق السياسي

قسم الأخبار الدولية 21/05/2025

أثار إعلان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان تعيين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء، ردود فعل متباينة على المستويين المحلي والإقليمي، وسط انقسام حاد بين الترحيب الحذر والرفض القاطع، في وقت لا تزال فيه البلاد ترزح تحت وطأة الحرب والانهيار المؤسسي.

ورحّب الاتحاد الأفريقي بالتعيين، معتبراً أنه “خطوة مهمة نحو الحكم المدني الشامل”، ودعا مفوضه محمد علي يوسف الأطراف السودانية إلى مضاعفة الجهود من أجل انتقال سلمي بقيادة مدنية تعكس تطلعات الشعب، مؤكداً استعداد المفوضية لدعم البلاد بالتعاون مع الشركاء الدوليين. ويأتي هذا الموقف رغم تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي منذ انقلاب أكتوبر 2021 الذي أطاح بالحكومة المدنية.

في الداخل، برزت مواقف متناقضة. ففي حين عبّرت جهات داخل تحالف الموالاة للجيش، بينها “المؤتمر الوطني” المحلول، عن تأييد مشوب بالحذر، اعتبر التيار الإسلامي تعيين إدريس “طعنة في الظهر”، ورفض بعض رموزه القرار بوصفه انحيازاً لتحالفات سابقة مثل قوى “الحرية والتغيير”، إذ اتهموه بالارتباط بها وبامتلاك جنسية أجنبية.

وشهدت حركة “العدل والمساواة” ذاتها انقساماً داخلياً، بين ترحيب زعيمها جبريل إبراهيم الذي وصف الخطوة بأنها كفيلة بإنهاء الفراغ التنفيذي الممتد منذ أكثر من ثلاث سنوات، ورفض قياديين فيها من بينهم إدريس لقمة، الذي أبدى اعتراضه على ما عدّه تركيزاً للسلطة بيد جهات تنتمي جغرافياً إلى منطقة واحدة.

من جهته، قلّل رئيس “حزب الأمة” مبارك الفاضل المهدي من قيمة القرار، قائلاً إن لا أهمية لأي تعيينات في ظل غياب السلام والشرعية، داعياً لوقف الحرب بشكل عاجل واستعادة الثورة. واعتبر ناشطون سودانيون الخطوة “عودة إلى ما قبل ديسمبر 2018″، و”تجاهلاً لمطالب الشارع”.

ويُعد كامل إدريس شخصية أكاديمية ودبلوماسية دولية مرموقة، إذ تولّى إدارة المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) لسنوات، وحصل على مؤهلات من جامعات سودانية وأميركية وسويسرية، كما خاض الانتخابات الرئاسية ضد البشير في 2010 دون أن يحقق نتائج مؤثرة.

وتأتي هذه التعيينات بعد أسبوعين من تكليف السفير دفع الله الحاج بمنصب رئيس الوزراء، دون أن تُعلن السلطات أي توضيحات بشأن أسباب إعفائه، ما أضاف مزيداً من الغموض إلى مشهد سياسي مشحون بالأزمات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق