تطبيع علني وآخر تحت الطاولة والإحتماء بالمظلة الإسرائيلية
الخرطوم-السودان-19-8-2020
أعلنت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الأربعاء إعفاء المتحدث باسمها،حيدر بدوي صادق، من منصبه، بناء على قرار من وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين اسماعيل، وفقا لما ذكرت وكالة الأنباء السودانية. ونفت الخارجية السودانية، مناقشة العلاقات بين السودان وإسرائيل، مؤكدة أنها لم تكلف الناطق الرسمي بالإدلاء بأى تصريح حول هذا الأمر. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية، قد ردت على ما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية السودانية من ترحيب باتفاق السلام بين “إسرائيل” والإمارات، وتطلع السودان إلى توقيع اتفاق مماثل. يذكر أن رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى في الثالث من فبراير الماضي رئيس المجلس السيادي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان في أوغندا واتفقا على إطلاق تعاون يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين. وكانت واشنطن وراء هذا اللقاء، الذي سبقته ثلاثة أشهر من التحضيرات بين نتانياهو ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. واعتبر عديد المراقبين أن دونالد ترامب يحتاج فعلا لعزل الأعضاء النادرين من جامعة الدول العربية المعادين لـ“صفقة القرن”. وكانت أحزاب سودانية قد نددت باللقاء،معتبرة إياه “طعنا في ظهر كفاح الشعب السوداني ضد الإمبريالية ومساندته للشعب الفلسطيني”، كما ذهبت تصريحات رئيس حزب الأمة،الصادق المهدي في نفس الإتجاه. من جهته ندد مدير العلاقات الخارجية لمجلس السيادة السوداني -أي أحد العاملين مع الفريق الأول برهان- بإمكانية التطبيع مع “الكيان الذي يحتل المسجد الأقصى” وقدم استقالته. وفي حين وصف بعض السياسيين والمنظمات العربية موقف جامعة الدول العربية بـ”الغريب”إزاء مسلسل التطبيع مع قوات الإحتلال،ينفي آخرون صفة”الغرابة”إذ أن الجامعة هي أصلا ملتقى للأنظمة والحكام وليست جامعة الشعوب،لكن ما يثير الكثير من التساؤلات فعلا هو انتفاضتها عقب توقيع السادات معاهدة كامب ديفيد قبل أربعين عامًا في حين خيًم عليها الصمت هذه المرة،خاصة أن الجامعة تشترط لإقامة أي من أعضائها علاقات مع “إسرائيل” انسحاب اﻷخيرة من الأراضي المحتلة عام 1967، وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، وحل مشكلة اللاجئين!