أخبار العالمأوروبا

فرنسا تنظم عسكريا الى أوكرانيا في الحرب على روسيا… ماذا يريد ماكرون؟

قسم العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية 03-04-2024

يقود الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” حملة تجنيد وتعبئة عسكرية داعيا الاتحاد الأوروبي الى الإلتحام الأوكراني والاشتباك ضد موسكو حيث أدلى بتصريحات لصحيفة لوموند الفرنسية، قال فيها إنه “لا يجب استبعاد أي خيار” لضمان هزيمة روسيا، بما في ذلك إرسال قوات برية إلى أوكرانيا.

ولم يتأخر الرد عليه، إذ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “إننا على استعداد لإستخدام أي سلاح، بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية، عندما يتعلق الأمر بوجود الدولة الروسية أو الإضرار بسيادتنا واستقلالنا. كل شيء موضح في استراتيجيتنا، ولم نغيره”.

فوفقاً لـ”أساسيات سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي” الصادرة في عام 2020، تعتبر روسيا الأسلحة النووية حصرياً وسيلة ردع، ويعتبر استخدامها تدبيراً استثنائياً وضرورياً، ويتم اتخاذ كل الجهود اللازمة للحد من التهديد النووي ومنع تفاقم العلاقات بين الدول التي تثير الصراعات العسكرية، بما في ذلك الصراعات النووية.

كما تنص العقيدة النووية الروسية صراحةً على أنها لن تستخدم الأسلحة النووية إلا للرد على هجوم نووي أو في حالة وقوع هجوم تقليدي يهدد وجود الدولة، فيما يعارض الغرب عامة حملته المسعورة، يبدو ماكرون مستعد لإرسال الدعم العسكري الى اوكرانيا.


1 إن الدعم الغربي لكييف، بالمال والسلاح على مدى السنوات المنقضية منذ اندلاع الحرب، لم يأتِ بأيّ نتيجة. لم يستطع الجيش الأوكراني ولا ميليشياته والمرتزقة الغربيون المشاركون معه في الحرب، صدّ الهجمات الروسية، ولا حتى اختراق دفاعاتها في الهجوم المضاد الذي قادته كييف بدعم غربي، مطلع الصيف الفائت.


2- الإنتخابات الرئاسية الأمريكية باتت على الأبواب وتُنبئ بفوز “غريم” القارة الأوروبية الرئيس السابق دونالد ترامب. ففوز ترامب سيحلّ كارثة على الأوروبيين، لأنّ ترامب قد يوقف الدعم الأمريكي لأوكرانيا بينما سيترك الأوروبيين في مواجهة روسيا منفردين، ناهيك عن احتمال تفكّك حلف “الناتو”، الذي يربط ترامب بقاءَ بلاده فيه بمشاركة أوروبية في حصص أكبر ضمن آلية دعم الحلف مالياً… وهو ما تتخوّف منه اليوم القارة الأوروبية، ويُعبّر عنه ماكرون علناً بطريقة أو بأخرى.


3- لأنّ ماكرون يطمح إلى الاستثمار في “الغياب الأمريكي” حتى نهاية العام، وذلك بسبب الانتخابات الرئاسية نفسها، وكذلك لأنّه لا يرتاح إلى ما يعتبره “الحرص الألماني” في التعاطي مع موسكو، على الرغم من أنّ دعم برلين المالي والعسكري لأوكرانيا يزيد بأضعاف على ما قدمته فرنسا إلى الآن.


4- لقد تلقّت باريس أكثر من ضربة خلال السنتين الماضيتين على يد موسكو، التي وقفت إلى جانب العديد من الدول الأفريقية وساعدتها في مجالات عدّة، من بينها التسلّح والمساعدات الغذائية والدعم الدبلوماسي، هذا الدعم تنظر إليه باريس على أنّه موجه ضدّها، ولأنّه قاد إلى إجبار فرنسا على الانسحاب من دول في القارة السمراء.


5- لأنّ ارتفاع عدد قتلى المرتزقة الفرنسيين على الأراضي الأوكرانية بدأت أخباره تتوسع حول العالم، وكذلك في الداخل الفرنسي وهذا ربّما ما يدفع ماكرون ومن خلفه الجيش الفرنسي، إلى الإعلان عن تلك الخطوة حتى لو لم تحصل، وذلك حتى تكون غطاءً أو مبرّراً مستقبلياً لعدد القتلى المتزايد بشكل مضطرد.

يريد ماكرون أن يطلّ على الرأي العام الفرنسي والعالمي بوضعه الزعيم الغربي الأكثر التزاماً بدعم أوكرانيا اليوم… حتى لو كان ذلك ضدّ رغبة الرأي العام في بلاده وضد تطلعات الأحزاب الفرنسية، وعلى حساب أوكرانيا والأوكرانيين، بل حتى على حساب السلام في أوكرانيا الذي لم يتوقف عن الدعوة إليه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق