أخبار العالمأمريكاالشرق الأوسط

تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية: خطوة أميركية تعيد تشكيل موازين الصراع الإقليمي

قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة إدراج جماعة أنصار الله (الحوثيين) في قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية”، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا بشأن توقيتها ودوافعها الحقيقية، خاصة أنها جاءت بعد يومين فقط من بداية ولايته الثانية. القرار، الذي صدر الأربعاء الماضي، ترافق مع توجيه للوكالة الأميركية للتنمية الدولية بقطع العلاقات مع أي كيانات قدمت مدفوعات للجماعة.

خلفية القرار ومبرراته

أوضح البيت الأبيض في بيانه أن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية يأتي نتيجة لأنشطتهم التي “تهدد أمن المدنيين والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط، فضلاً عن استقرار التجارة العالمية”. وتزايدت الهجمات التي نفذتها الجماعة على الممرات البحرية الدولية، ما أدى إلى اتخاذ هذه الخطوة بشكل عاجل.
من جهته اعتبر دي روش، القائد العسكري السابق، أن العمليات العدائية التي تستهدف السفن المدنية قادت إلى هذا التصنيف، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لطالما عارضت مثل هذه التهديدات للملاحة الدولية.

ارتباطات القرار بحسابات إقليمية أوسع

يظهر القرار كجزء من سياسة أميركية أوسع تستهدف تقليص نفوذ إيران في المنطقة. دعم طهران العسكري للحوثيين كان دائمًا محل انتقاد أميركي، ويعكس هذا التصنيف محاولة للضغط على إيران، التي تواجه عقوبات مشددة وتسعى للتفاوض حول اتفاق نووي جديد.
وقد وصف خبير الشؤون الإيرانية والخليجية جودت بهجت القرار بأنه يحمل بعدًا رمزيًا أكثر من كونه تحركًا عمليًا، حيث أن الحوثيين يخضعون مسبقًا لعقوبات وهجمات عسكرية. وأضاف أن تأثير القرار يرتبط بمسار المفاوضات بين واشنطن وطهران، وإمكانية إدراج ملفات إقليمية ضمن الاتفاقات المستقبلية.

تداعيات القرار على الوضع الإقليمي

  • تعزيز العلاقات الأميركية السعودية: يشكل التصنيف دفعة للعلاقات الأميركية مع الرياض التي تواجه الحوثيين كجزء من الصراع الإقليمي مع إيران.
  • الملاحة الدولية: يُنظر إلى القرار كإجراء لزيادة الضغط على الجماعة، التي تعتبر تهديدًا للممرات البحرية، خاصة بعد الهجمات المتكررة على السفن المدنية.
  • الوضع الإنساني في اليمن: يخشى أن يؤدي التصنيف إلى تعقيد وصول المساعدات الإنسانية لليمنيين، إذ يمكن أن تتأثر المنظمات الإغاثية التي تعمل في المناطق الخاضعة للحوثيين.

الموقف الحوثي وتحدي العقوبات

ردت جماعة الحوثي على التصنيف بتأكيدها أن القرار “لن يغير شيئًا”. من جهته وصف عضو المكتب السياسي للجماعة ضيف الله الشامي الخطوة بأنها امتداد للعداء الأميركي، مشيرًا إلى أن الجماعة “جاهزة لمواجهة كل الاحتمالات”، وأن الشعب اليمني، الذي يتحمل وطأة الأزمة، مستعد لتحمل المزيد من التحديات.

ويرتبط مستقبل هذا التصنيف بجملة من العوامل، أهمها:

  • تراجع التهديدات البحرية: هجمات الحوثيين الأخيرة على السفن المدنية أثارت غضب المجتمع الدولي، لكن التزام الجماعة بوقف تلك العمليات قد يخفف الضغوط.
  • العلاقات الأميركية السعودية: استمرار دفء العلاقات بين واشنطن والرياض يعزز احتمالية تبني سياسات أكثر صرامة تجاه الحوثيين.
  • المفاوضات مع إيران: نجاح أو فشل المحادثات بين واشنطن وطهران بشأن الاتفاق النووي سيؤثر بشكل مباشر على الدعم الإيراني للحوثيين.

بالتالي يعكس إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية تداخل المصالح الأميركية في الشرق الأوسط مع الأمن الإقليمي. وبينما يعزز القرار الشراكات الإقليمية ضد الحوثيين، فإنه يثير تساؤلات حول فعاليته في ظل استقلالية الجماعة المتزايدة عن طهران، والتداعيات المحتملة على الأزمة الإنسانية في اليمن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق