تصعيد متجدد في كشمير يعيد الأنظار إلى القدرات العسكرية والنووية للهند وباكستان

قسم الأخبار الدولية 07/05/2025
صعد الهجوم الدامي الذي استهدف سياحاً في كشمير التوترات المتأججة أصلاً بين الهند وباكستان، وأعاد تسليط الضوء على موازين القوى العسكرية والنووية بين الخصمين اللدودين في جنوب آسيا، في وقت أطلقت فيه نيودلهي ضربات جوية على مواقع داخل الأراضي الباكستانية، تصفها بـ«معسكرات إرهابية»، بينما توعدت إسلام آباد بالرد.
تفوق عددي وتقني للهند يقابله ردع نووي باكستاني
تحتفظ الهند بجيش يفوق نظيره الباكستاني من حيث العدد والتمويل، إذ يبلغ قوام القوات المسلحة الهندية نحو 1.47 مليون فرد، أي أكثر من ضعف عديد القوات الباكستانية. وتنفق نيودلهي على جيشها حوالي 86 مليار دولار سنوياً، ما يضعها بين أكبر خمس دول إنفاقاً على الدفاع في العالم، مقابل ميزانية باكستانية تقل بثماني مرات تقريباً.
لكن، وعلى الرغم من هذا التفوق العددي، تواجه الهند تحديات استراتيجية مزدوجة، إذ يتوجب عليها تأمين حدودها الشمالية الشاسعة مع الصين، والتي تشهد بدورها صدامات دورية، إضافة إلى إدارة التوتر المزمن في كشمير مع باكستان، حيث تُقيّد التضاريس الجبلية من حرية الحركة العسكرية وتقلل من جدوى الحشود التقليدية.
ترسانات نووية متنامية وتحولات في العقيدة
يمتلك كل من البلدين حوالي 170 رأساً نووياً، وفقاً لجمعية الحد من التسلح، مع اختلاف في العقيدة النووية. فبينما تلتزم الهند بسياسة “عدم البدء باستخدام الأسلحة النووية”، تحتفظ باكستان بما تصفه بـ”حق البدء”، وتعتبر ترسانتها النووية وسيلة لردع التفوق التقليدي لجارتها الأكبر.
وقد طورت باكستان بالفعل سلاحاً نووياً تكتيكياً، مثل صاروخ «نصر» قصير المدى (70 كلم)، بينما طورت الهند صواريخ طويلة المدى مثل «أغني 5» القادر على بلوغ أهداف على مسافة 5 إلى 8 آلاف كيلومتر، ما يمنحها ميزة إستراتيجية في الوصول إلى أهداف بعيدة.
سباق تسلح تكنولوجي وتحولات في مصادر التسلح
كلا البلدين يعكفان على بناء قدرة إطلاق نووية ثلاثية المنصات: من البر والجو والبحر. وتحاول الهند تقليص اعتمادها التاريخي على روسيا عبر تنويع وارداتها من الولايات المتحدة وفرنسا، في حين تعتمد باكستان بشكل متزايد على الصين، التي وفّرت 82% من وارداتها العسكرية في السنوات الأخيرة.
في الوقت ذاته، باتت الطائرات المسيّرة ومنظومات المراقبة والمعلوماتية تشكل أولوية استراتيجية لدى الجانبين، مع تزايد استخدام الطائرات بدون طيار في العمليات التكتيكية والرصد، خاصة على طول خط المراقبة في كشمير.
سياق جيوسياسي هش
تزامن هذا التصعيد الأخير مع جهود وساطة من الولايات المتحدة لتفادي انزلاق الأوضاع نحو مواجهة شاملة بين قوتين نوويتين. وتشير التقديرات إلى أن وعورة كشمير وصعوبة تحقيق مكاسب ميدانية حاسمة تبقي احتمالات الحرب الشاملة منخفضة، لكنها لا تُلغي احتمال الاشتباك المحدود أو تبادل الضربات، خصوصاً مع ضغط الرأي العام الداخلي في الهند على حكومة ناريندرا مودي للرد القوي.
وفيما تستمر باكستان في نفي أي دور لها في الهجوم الذي أثار الأزمة، تُظهر المعطيات أن السباق نحو التسلح مستمر، وسط تزايد عدم الاستقرار في محيط البلدين، سواء من جهة الصين أو أفغانستان، ما يضيف طبقات جديدة من التعقيد إلى هذا الصراع التاريخي المزمن.