تصعيد عسكري تركي في شمال سوريا.. هل تكبح أمريكا ورسيا عربدة أردوغان؟
شمال سوريا-04-11-2021
شهدت الأيام الماضية قيام أردوغان بتهديد وحدات حماية الشعب الكردية بالتصعيد العسكري، وسبق لمولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي أن هدد في 13 أكتوبر 2021، بطرد الإرهابيين، على حسب وصفه، في إشارة إلى وحدات الشعب الكردي، وأن بلاده ستفعل كل ما يلزم من أجل تطهير المناطق في شمال سوريا..
كما ندد بقرار الرئيس الأمريكي تمديدَ حالة الطوارئ في سوريا، وتوجيهه انتقادات إلى أنقرة، حيث دعا الولايات المتحدة إلى التخلي عن سياساتها الخاطئة.
وتزامنت هذه التصريحات مع قصف المدفعية التركية مناطق انتشار القوات الكردية في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، وتحديدًا محيط مطار منج العسكري وأطراف تل رفعت وريف عفرين.
من جهتها، كشفت الصحافة التركية،عن أن أنقرة بدأت التعبئة العسكرية بتجهز أكثر من 35 ألف عسكري للمشاركة في عملية عسكرية شمالي سوريا، لمحاربة حزب العمال الكردستاني، كما تم استدعاء قادة فصائل المعارضة السورية المقاتلة في مناطق عمليات ما يسمى” درع الفرات” و”نبع السلام” و”غصن الزيتون” إلى تركيا لتبادل المعلومات حول تنسيق الجبهة الأمامية واستراتيجية وتكتيك العملية التي سيتم تنفيذها، كما تم تحديد مواقع وأعداد الجنود الذين سيقاتلون في جبهات تل رفعت ومنبج وعين عيسى وتل تمر بريف الحسكة.
ويسعى أردوغان إلى احتلال عين العرب من أجل قطع خط القامشلي – منبج – كوباني التابع لحزب العمال الكردستاني وضمان الربط المباشر بين رأس العين وتل أبيض مع مناطق درع الفرات.
كما يحاول الرئيس التركي السيطرة على تل رفعت للتحكم في الجيب الأخير المتبقي بين عفرين ومناطق النظام السوري، وكذلك الحد من الوجود الروسي في غرب الفرات، بالإضافة إلى محاولة إنهاء آمال حزب العمال الكردستاني وقوات “قسد” في شن عمليات عسكرية لاستعادة مدينة عفرين.
ويبدو أن الحرب التركية لن تمر مرور الكرام هذه المرة، ففي قرار غير مسبوق، صوت حزب الشعب الجمهوري في البرلمان برفض تمديد العمليات التركية في سوريا والعراق، كما أن الخلاف مع الولايات المتحدة وروسيا، والكلفة الكبيرة، وافتقاد تركيا للغطاء الجوي فوق الأراضي السورية، والوضع الإقتصادي الداخلي، وحالة الإستقطاب مع المعارضة تمثل محاذير كثيرة أمام أي عمل عسكري تركي في الشمال السوري.
وكانت موسكو هددت أنقرة على لسان، سيرغي فيرشينين، نائب وزير خارجيتها، بشأن العمليات التركية المحتملة في سوريا، وشددت على ضرورة احترام تركيا سيادة سوريا وحماية أراضيها من أي هجمات محتملة.
فيما قام الجيش الأمريكي في 23 أكتوبر 2021 بقتل عبدالحميد مطر القيادي في تنظيم “القاعدة” في منطقة خاضعة لسيطرة فصائل سورية معارضة مدعومة من الجيش التركي في ريف الرقة، مما يعد رسالة موجهة لتركيا بأن استمرار تحالفها مع “القاعدة” لن يثني واشنطن عن تصفية قياداتها، وأنها لن تقبل مساواة “القاعدة” بوحدات حماية الشعب السورية.
يشار إلى أن الجيش التركي شن سلسلة عمليات عسكرية، على سوريا أبرزها “درع الفرات” عام 2016 في ريف حلب، ثم عملية “غصن الزيتون” في عفرين عام 2018، وعملية “نبع السلام” في شرقي سوريا عام 2019.