تصعيد دامٍ في غزة: 22 قتيلاً ومساعٍ دولية تسابق الزمن لوقف النار
قسم الأخبار الدولية 15/01/2024
لقي 22 فلسطينياً مصرعهم وأصيب عشرات آخرون في سلسلة غارات جوية شنتها القوات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وسط تصاعد غير مسبوق في العمليات العسكرية بين إسرائيل والفصائل المسلحة. الغارات الإسرائيلية استهدفت بنايات سكنية ومواقع يُعتقد أنها عسكرية، لكنها خلفت دماراً واسعاً في أحياء مكتظة بالسكان المدنيين. ووصفت وزارة الصحة في غزة المشهد بـ”الكارثي”، مشيرة إلى أن من بين القتلى نساء وأطفال، فيما لا تزال أعداد الجرحى في تزايد مستمر نتيجة محدودية الإمكانات الطبية في القطاع المحاصر.
وبرر الجيش الإسرائيلي الهجمات بأنها “عمليات دقيقة” تستهدف مراكز قيادة ومستودعات أسلحةلحركة المقاومة، وقال إن الضربات جاءت رداً على إطلاق أكثر من 30 صاروخاً باتجاه مستوطنات إسرائيلية. لكن مع استمرار سقوط المدنيين، تصاعدت الإدانات الدولية والمطالبات بالتهدئة، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع الذي يرزح تحت حصار مستمر منذ أكثر من 15 عاماً.
في موازاة ذلك، تتحرك الجهود الدبلوماسية بوتيرة متسارعة لاحتواء التصعيد. تقود كل من مصر وقطر والأمم المتحدة جهوداً مكثفة للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط تقارير عن تقديم مسودة هدنة جديدة. ورغم بعض الإشارات الإيجابية، تبدو العقبات كبيرة، إذ يشترط كل طرف تنازلات سياسية وأمنية يصعب التوصل إليها في ظل التصعيد الجاري.
وأطلقت منظمات الإغاثة الدولية تحذيرات من انهيار الأوضاع الإنسانية، مع تضرر البنية التحتية وشح الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه. من جهته وصف الأمين العام للأمم المتحدة الوضع بأنه “على شفا كارثة إنسانية”، داعياً الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والالتزام بالقانون الإنساني الدولي.
وفيما تبقى الأنظار متجهة نحو نتائج المساعي الدبلوماسية، فإن المشهد على الأرض يعكس تعقيداً غير مسبوق. استمرار القصف المتبادل وزيادة أعداد الضحايا يهددان بانفجار أوسع قد يمتد أثره إلى خارج حدود القطاع، في وقت تبدو فيه المنطقة على حافة مواجهة طويلة الأمد، ما لم يتحقق اختراق حاسم على طاولة المفاوضات.