تصعيد جديد في السودان: المسيّرات تضرب عطبرة وتثير تساؤلات حول الجهة المسؤولة
قسم الاخبار الدولية 28/11/2024
شهدت مدينة عطبرة، الواقعة شمال السودان، موجة من الهجمات بالطائرات المسيرة، ما أثار حالة من الذعر بين السكان المحليين وزاد من تعقيد المشهد في البلاد التي تعاني بالفعل من نزاع مسلح مستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
الهجوم: الأضرار والتداعيات
أفادت تقارير محلية بأن المسيّرات استهدفت مواقع في محيط المدينة، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية في البنية التحتية وإصابات بين المدنيين. كما سُمعت أصوات انفجارات متتالية، ما دفع العديد من الأسر إلى مغادرة المناطق القريبة من مواقع الانفجارات.
ورغم غياب أرقام رسمية دقيقة حول الضحايا، أكدت مصادر طبية استقبال عدد من الجرحى في مستشفيات المدينة. وأدى الهجوم إلى انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء واسعة من عطبرة، فضلاً عن تعطل حركة النقل والأنشطة اليومية.
اتهامات متبادلة: من المسؤول؟
تصاعدت الاتهامات المتبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول المسؤولية عن الهجوم. الجيش السوداني أشار إلى احتمال تورط قوات الدعم السريع في استهداف مواقع مدنية لإثارة الفوضى وتوسيع دائرة النزاع، بينما نفت الأخيرة هذه الادعاءات ووجهت أصابع الاتهام نحو جهات خارجية قد تسعى إلى تأجيج الصراع الداخلي.
من جهة أخرى، يتزايد الحديث عن دور محتمل لأطراف إقليمية أو دولية تدعم أحد أطراف النزاع، ما يثير مخاوف من تدويل الأزمة السودانية وتحولها إلى ساحة لتصفية الحسابات بين قوى إقليمية متنافسة.
خلفية الأزمة: صراع يمتد ويستعر
يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي، والذي أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين داخل السودان وخارجه. كما يعكس استخدام الطائرات المسيّرة في النزاع تحولًا نوعيًا في أساليب القتال، مما يثير تساؤلات حول مصادر هذه التقنية والدعم اللوجستي الذي يتلقاه الطرفان.
ردود الفعل الدولية
دعت منظمات حقوقية ودولية إلى فتح تحقيق مستقل لتحديد المسؤولين عن الهجوم وضمان حماية المدنيين في السودان. كما طالب المبعوث الأممي الخاص للسودان الأطراف المتنازعة بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني ووقف استهداف المناطق السكنية.
مستقبل غامض
مع تصاعد القتال واستخدام أسلحة متطورة كالمسيّرات، يتجه السودان نحو مزيد من الفوضى، ما يعقد جهود الوساطة الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء النزاع. وفي ظل غياب توافق سياسي وحل عسكري حاسم، يبقى الشعب السوداني الخاسر الأكبر في صراع يبدو أنه سيطول.