تصعيد إسرائيلي مستمر على مخيمات جنين وطولكرم وسط تصاعد المواجهات والدمار الممنهج
قسم الاخبار الدولية 04/02/2025
واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية المكثفة في مخيمات جنين وطولكرم بالضفة الغربية، حيث دخل العدوان يومه الخامس عشر على التوالي وسط غارات جوية وعمليات اقتحام برية طالت الأحياء السكنية والبنية التحتية الحيوية. وأكدت مصادر فلسطينية أن القوات الإسرائيلية تستخدم تكتيكات هجومية مكثفة، تشمل القصف بالطائرات المسيرة، والتوغلات المدرعة، وحملات اعتقال واسعة، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، وتدمير منشآت مدنية، وسط تزايد المخاوف من استمرار التصعيد.
عمليات عسكرية ممنهجة تستهدف مراكز المقاومة والبنية التحتية
بحسب مصادر محلية، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات توغل في أحياء مختلفة بمخيمي جنين وطولكرم، حيث استخدمت جرافات عسكرية لتدمير الطرقات، واقتحمت منازل المدنيين واعتلت أسطح المباني الاستراتيجية لتحويلها إلى نقاط عسكرية لمراقبة التحركات. وشهدت مدينة جنين قصفًا بالطائرات المسيرة استهدف مركبات ومناطق مأهولة بالسكان، في حين حاصرت القوات الإسرائيلية مخيم طولكرم وسط اشتباكات عنيفة مع مجموعات فلسطينية مسلحة تحاول التصدي للاقتحامات.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية سقوط عدد من الشهداء والجرحى جراء الاعتداءات المتواصلة، مشيرةً إلى أن قوات الاحتلال تعيق وصول سيارات الإسعاف إلى مناطق الاشتباكات، ما يفاقم الوضع الإنساني المتردي داخل المخيمات.
حملات اعتقال وتدمير واسع للبنية التحتية
إلى جانب العمليات العسكرية، نفذت القوات الإسرائيلية حملات اعتقال مكثفة، حيث تم اعتقال عشرات الشبان من جنين وطولكرم، ونقلهم إلى مراكز تحقيق وسط مزاعم بتورطهم في أنشطة مقاومة. كما أقدم الجيش الإسرائيلي على تفجير منازل يُعتقد أن بعضها يعود إلى عائلات مقاومين، ما أدى إلى نزوح العديد من العائلات وسط مشاهد دمار شاملة.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال دمر شبكات الكهرباء والمياه والطرق الداخلية في المخيمين، ما تسبب في أزمة إنسانية حادة، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في المياه والكهرباء، فضلًا عن تضرر المؤسسات الصحية والتعليمية بسبب استمرار القصف والاجتياحات الليلية.
تصعيد المقاومة ومواجهات عنيفة ضد الاقتحامات
في المقابل، تصاعدت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، حيث أطلقت المقاومة المحلية الرصاص الحي والعبوات الناسفة محلية الصنع باتجاه القوات المقتحمة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين. ووفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية، فقد تعرضت القوات المقتحمة لكمائن مسلحة في أكثر من محور داخل المخيمين، ما دفع الاحتلال إلى استقدام تعزيزات عسكرية إضافية لاحتواء التصعيد.
مخاوف من استمرار العدوان وتوسيع نطاق العمليات
مع دخول الحملة العسكرية يومها الخامس عشر، تزداد المخاوف من تحولها إلى عملية عسكرية طويلة الأمد تهدف إلى استنزاف المخيمات المقاومة وتفكيك بنيتها التنظيمية، حيث سبق أن صرّح مسؤولون عسكريون إسرائيليون بأن الهدف من العمليات الجارية هو “ضرب البنية التحتية للمجموعات المسلحة وإضعاف قدرتها على تنفيذ هجمات مستقبلية”.
ورغم الإدانات الدولية المتزايدة، لا تبدو هناك أي مؤشرات على توقف التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، وسط تحذيرات فلسطينية من كارثة إنسانية محتملة، في ظل استمرار الحصار والتضييق على السكان. ومع تصاعد المقاومة واتساع نطاق الاشتباكات، تبقى الأوضاع في مخيمات جنين وطولكرم مرشحة لمزيد من التعقيد، في ظل غياب أي تحركات سياسية فعلية لاحتواء التوتر.