تصريح الدكتورة بدرة قعلول حول أهمية تعزيز وتطوير العلاقات التونسية الإيرانية
قسم الأخبار 23-03-2024
وكالة الأخبار سبوتنيك
تشهد العلاقات التونسية – الإيرانية تطورات مهمة على مستوى التعاون والتنسيق بين البلدين، من المرتقب ترقيتها خلال الزيارات المرتقبة المتبادلة على مستوى القادة.
وفي مطلع مارس الجاري، وجه الرئيس الإيراني دعوة لرئيس الدولة قيس سعيد لأداء زيارة إلى طهران.
كما دعا رئيس الجمهورية الرئيس الإيراني لزيارة تونس، خلال لقاء على هامش قمة الدول المصدرة للغاز في الجزائر.
وأعرب قيس سعيد حينها عن استعداد تونس لتعزيز روابط الأخوة والتعاون المتينة التي تجمعها بإيران، وتطلعها إلى أن تتطور هذه العلاقات مستقبلا في عدة مجالات لا سيما منها الاقتصادية والتجارية، واستكشاف فرص التبادل والشراكة.
في المقابل، أكد الرئيس الإيراني أن لدى بلاده إرادة حقيقية لتطوير علاقاتها مع تونس وتبادل التجارب والخبرات معها في عدة قطاعات، بالإضافة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية حتى ترتقي إلى مستوى تطلعات الشعبين التونسي والإيراني.
في عهد الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، وقَّعت تونس وطهران أكثر من 30 اتفاقية تفاهم تخص الجانب الاقتصادي والتجاري، من بينها اتفاقية يناير 2007 لخفض الرسوم الجمركية بين البلدين، كما دعمت تونس أكثر من مرة حق إيران في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفق إحصاءات رسمية، بلغ حجم التبادل التجاري بين إيران وتونس سنويا 12 مليار دولار، في العام 2017، في ظل مساعي لتطوير حجم الشراكة والعلاقات بين البلدين.
تعليقا على تطوير العلاقات بين البلدين، قالت الدكتورة بدرة قعلول، رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن العلاقات بين تونس وإيران منذ استقلال البلاد سنة 1956، شهدت تقاربا دبلوماسيا مميزا حيث تعد تونس واحدة من الدول العربية القليلة التي أقامت علاقات جيدة مع إيران، خاصة منذ الثورة الإيرانية عام 1979 وتأسيس الجمهورية الإسلامية بفضل السياسة الدبلوماسية التونسية المحايدة بما أعطاها صورة جيدة عن علاقاتهم بالخارج.
تضيف الدكتورة قعلول في حديثها مع “سبوتنيك”، أنه منذ 1990 تم إنشاء لجنة تونسية إيرانية مشتركة ودائمة للبحث في سبل تعزيز المصالح المتبادلة على ارض الواقع، هذه اللجنة توجت بتوقيع أكثر من 20 بروتوكول تونسي-أيراني في مجالات استراتيجية عدة.
وتبعا لذلك مهدت الروابط المستمرة بين البلدين إلى انسجام المواقف السياسية والثقافية بخصوص القضايا الدولية ومنطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وتابعت قعلول قولها:
“تحظى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بوجود مقر لسفارتها بتونس وكذلك بطهران وهو ما يعزز قنوات التواصل بين البلدين، حيث تتالى الزيارات واللقاءات الرسمية بتمثيلية عالية المستوى من خلال اعتماد سفير فوق العادة بين البلدين الشقيقين”.
وفق قعلول، تعمل إدارة الرئيس التونسي قيس سعيد على تعزيز أواصر التقارب والتعاون المشترك مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من خلال بحث سبل وآفاق التعاون الاستراتيجي في ظل التحديات المعاصرة خلال الفترة المقبلة، ويتأكد ذلك من خلال برنامج عمل موحد يتضمن رزنامة لزيارات متبادلة مرتقبة بين البلدين كمناسبة لاستعراض مجالات التعاون الثنائي، وسبل تطوير العلاقات بدرجة كبيرة.
بخصوص مجالات التعاون المشترك، توضح قعلول أن السياسة الخارجية التونسية تتطلع إلى تنويع شركائها الاستراتيجيين الدوليين، في إطار منهجية القطع مع سياسة القطب الواحد والتوجه نحو أقطاب جديدة صاعدة، ومن بينها المعسكر الشرقي لما في ذلك من فرصة سانحة لكل دول العالم في تحقيق التنمية على أساس قاعدة التوازنات الدولية، والإنهاء مع حالة الاستعمار الغربي الذي ما فتئ ينهب مقدرات الشعوب ويهتك بقوى الدول الضعيفة.
وعلى هامش أشغال القمة السابعة لمنتدى البلدان المصدّرة للغاز المنعقدة بالجزائر، أعربت تونس عن استعدادها لتعزيز روابط الأخوة والتعاون المتينة التي تجمعها بإيران.
كما كان اللقاء الذي جمع كل من الرئيس التونسي ونظيره الإيراني مناسبة لتبادل وجهات النظر بخصوص القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك والتأكيد على أهمية الحلول السلمية في فضّ النزاعات، وتوحيد الجهود الدولية بفرض السلم الإنساني المشترك ووقوف البلدين إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل إقامة دولته المستقلة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد وزير الخارجية الإيراني في تصريح إعلامي له عقب اللقاء الإرادة القوية بين تونس وإيران لتعزيز العلاقات الثنائية مستقبلا في عدة مجالات، لا سيما منها الاقتصادية والتجارية واستكشاف فرص التبادل والشراكة، علاوة على مواصلة دعم سنة التشاور والتنسيق وتكثيف نسق تبادل الزيارات على أعلى مستوى خدمة للمصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين.
كما أكد الرئيس الإيراني، الإرادة الحقيقية التي تحدو بلاده لتطوير علاقاتها مع تونس، وتبادل التجارب والخبرات معها في عدة قطاعات كالنهوض بقطاع الصادرات والمحروقات، علاوة على كون إيران تصنف من أكثر الدول الغنية بالمعادن في المنطقة والعالم بالإضافة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وكذلك الثقافية بما يلبي قيمة التعاون الفكري والأكاديمي ومجال التعليم العالي بالجامعات التونسية ذات التصنيف الدولي المحترم وهو ما يخدم مستوى تطلعات الشعبين التونسي والإيراني.
وفق الدكتورة بدرة قعلول، تبحث تونس مع إيران أهمية العلاقات البرلمانية بين البلدين مع مجلس الشورى الإسلامي الإيراني وضرورة العمل على تعزيزها من خلال تكثيف فرص اللقاء، وتبادل الزيارات والتشاور وتنسيق المواقف بين برلماني البلدين على مستوى التشريعات وضرورة تنقيح القوانين لمواكبة تحديات العصر كذلك المنظمات والاتحادات البرلمانية والإقليمية والدولية.
وأكد رئيس مجلس نواب الشعب أثناء لقائه بالسفير الإيراني أهمية العلاقات بين تونس وإيران والحرص المشترك على مزيد تطويرها بما يسهم في تعزيز الروابط الأخوية التي تجمع بين شعبي البلدين ويخدم المصالح المشتركة على المستوى الثنائي والعربي والإسلامي بالنظر إلى المكانة التي تحظى بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية على هذا المستوى.
كما أبرز أهمية العلاقات البرلمانية وإسهامها الفاعل في تقوية العلاقات بين البلدان مؤكدا استعداد مجلس نواب الشعب إعطاء دفع جديد لعلاقاته مع مجلس الشورى الإسلامي الإيراني لاسيما بتكثيف اللقاءات في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية.
وتابعت الدكتورة بدرة قعلول: “العلاقات التونسية الإيرانية علاقات تاريخية وحظيت بتطور في مجالات عدة، حيث لم يستدعي ذلك أي وساطة أو دور لدولة أخرى في هذا التقارب، حيث تتالى الزيارات الرسمية من وإلى تونس”.
وفي هذا الإطار، وجه الرئيس الإيراني دعوة لرئيس الدولة لأداء زيارة إلى طهران كما دعا رئيس الجمهورية الرئيس الإيراني لزيارة تونس.