أخبار العالمأوروباالشرق الأوسط

تصريحات ميرتس حول دور إسرائيل في الحرب مع إيران بوصفها تقوم بـ”العمل القذر” تثير موجة انتقادات سياسية حادة في ألمانيا

فجّرت تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس، التي اعتبر فيها أن إسرائيل تقوم بـ”العمل القذر” نيابة عن الغرب في حربها ضد إيران، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الألمانية، وأثارت انتقادات لاذعة من أطراف عدة داخل التحالف الحاكم والمعارضة.

وخلال مقابلة بثتها القناة الثانية الألمانية “زد دي إف”، أشاد ميرتس بما وصفه بـ”شجاعة الجيش الإسرائيلي وقيادة الدولة” في تنفيذ العمليات العسكرية ضد إيران، مشيراً إلى أن إسرائيل “تنوب عن الغرب بأسره” في هذا التصعيد، ما اعتبره معارضون تبريراً ضمنياً لحرب عدوانية تخالف القانون الدولي.

وردّ رالف شتيجنر، أحد أبرز وجوه الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحكومي، بقوله إن تصريحات ميرتس “تتجاوز كونها غريبة إلى كونها مقلقة”، مؤكداً أن تحميل إسرائيل عبء “العمل القذر” بالنيابة عن ألمانيا والغرب يُعد تراجعاً خطيراً عن المبادئ الدبلوماسية.

كما شنت أحزاب “الخضر” و”اليسار” و”تحالف سارا فاجنكنشت” هجوماً مماثلاً، حيث انتقدت النائبة لويزه أمتسبرغ من حزب “الخضر” ما وصفته بـ”الجهل السياسي” في خطاب المستشار، مطالبةً الحكومة بالتحرك لنزع فتيل التصعيد بدلاً من تمجيد القتال.

وفي موقف أكثر حدّة، وصفت سارا فاجنكنشت، مؤسسة الحزب الذي يحمل اسمها، التصريح بأنه “شرعنة فاضحة لحرب غير قانونية حصدت أرواح مئات المدنيين في إيران”، معتبرة أنه يعكس انحرافاً عن سياسة الحياد والحذر التي تميزت بها ألمانيا منذ عقود. وقالت: “ميرتس يشرعن استخدام العنف، ويتجاهل خطر تفجير المنطقة برمتها، ولا يُبدي أي اعتراض على الانخراط الأمريكي المحتمل في الصراع”.

بدوره، وصف زورين بيلمان، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار”، ما جاء على لسان ميرتس بأنه “انقلاب على القانون الدولي”، محذراً من أن المستشار “يعتمد منطق القوة لا منطق العدالة”، مما يعرض سمعة ألمانيا الدولية إلى الخطر.

ويأتي هذا الجدل في لحظة بالغة الحساسية، تزامناً مع تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، وتحذيرات دولية من انزلاق الشرق الأوسط إلى حرب شاملة ذات أبعاد نووية، وسط ضغوط متزايدة على برلين للعب دور الوسيط لا المبرّر للعمليات العسكرية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق