تصريحات أردوغان النارية تغطية على وضعه المهزوز داخليا
موسكو-روسيا -02-03-2020
يتناهى من أنقرة خطاب متوعد ببدء الحرب،من ناحية، ومن ناحية أخرى لا يعارض الرئيس التركي مواصلة المفاوضات لإحلال السلام في الجمهورية العربية السورية.
لا علاقة لتقلبات أنقرة هذه بالتفاعل مع موسكو، فجميع خطب الرئيس أردوغان تخضع لمتطلبات الوضع الداخلي وتحدياته وحاجته إلى المناورة بين التناقضات التي تراكمت في الإسلام السياسي الدولي.
الأتراك، ليسوا مستعدين للقتال، والأهم من ذلك أنهم ليسوا في حاجة إلى إدلب، فتركيا، تعاني، الآن، من أزمة مالية حادة، ووضع حزب العدالة والتنمية الحاكم مهزوز إلى حد بعيد،ويرى العديد من أعضاء الحزب أن الرئيس بدأ بداية جيدة، لكنه الآن يلهث، وقد حان الوقت لإفساح المجال لغيره في القيادة.
لا توجد أموال كافية في الميزانية والصناديق الإسلامية، لدعم المقاتلين التابعين لتركيا الذين يقاتلون في إدلب والسكان المدنيين المحليين. هناك ثقب مالي أسود حقيقي. وفي سياق أزمة ميزانية حادة، يحلم الممولون في أنقرة بالتخلص من الإنفاق على إدلب.
وهناك تفصيل هام: إدلب، مركز كبير جدا للتهريب، ناجم عن الإنتهاكات في توزيع المساعدات الإنسانية والفرق في الضرائب: هناك، تدور عشرات إن لم يكن مئات ملايين الدولارات.. والسؤال من سيدير هذا العمل غير القانوني؟ فالجنرالات الأتراك يعيشون على التهريب ومن مصلحة أردوغان الحفاظ على ولاء قادته العسكريين.
يحتاج الزعيم التركي إلى ضمان رضا الحزب والطغم المالية، للحيلولة دون انقلاب جديد، لذلك، فهو لا يقول ما يفكر فيه أو ما يخطط له..وهكذا، ينبغي فهم كلماته، فلن تكون هناك حرب خطيرة والأتراك لا يريدون القتال وغير قادرين عليه.
كما ينبغي أن يؤخذ في الإعتبار ظرف آخر، لا يمكن للرئيس التركي تجاهله بأي شكل من الأشكال: ففي غضون شهر، يبدأ موسم السياحة. وفي حال حدوث حرب، يكفي أن تتعرض المنتجعات السياحية لهجمات إرهابية كي لا يأتي إليها أحد.
سعيد غفوروف/ موقع (كوريير)الروسي.