تصاعد المواجهة الجوية بين موسكو وكييف: روسيا تعلن إسقاط 72 مسيّرة أوكرانية وأوكرانيا تتعرض لهجمات ليلية

قسم الأخبار الدولية 17/03/2025
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة جديدة من التصعيد، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الاثنين، تدمير 72 طائرة مسيّرة أوكرانية حاولت استهداف عدة مناطق داخل الأراضي الروسية، في حين أكدت كييف أنها تعرضت لهجوم ليلي بطائرات مسيّرة روسية، وسط استمرار المواجهات الجوية بين الطرفين.
روسيا تكثّف جهودها الدفاعية وتعلن إحباط هجوم واسع بالطائرات المسيّرة
في بيان نقلته وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”، أوضحت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمتها الدفاعية تصدت لهجوم أوكراني كبير بالطائرات المسيّرة، حيث تم اعتراض وتدمير 36 طائرة فوق مقاطعة كورسك، و13 فوق أستراخان، و7 فوق أوريول، و4 فوق فولغوغراد. كما أسقطت 3 طائرات مسيّرة في كل من بريانسك وروستوف وكالميكيا، إضافة إلى إسقاط طائرتين فوق كراسنودار، وطائرة واحدة في تولا.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه هجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية ضد الأراضي الروسية، حيث تسعى كييف لاستهداف منشآت عسكرية واستراتيجية يُعتقد أنها تدعم العمليات القتالية الروسية في أوكرانيا.
هجوم روسي مكثف بالطائرات المسيّرة على كييف
في المقابل، أعلنت السلطات الأوكرانية أن العاصمة كييف تعرضت لهجوم روسي مكثف باستخدام الطائرات المسيّرة خلال الليل، في محاولة جديدة لاستهداف البنية التحتية الحيوية للمدينة. وقال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، عبر تطبيق “تليغرام”، إن الدفاعات الجوية الأوكرانية تحاول التصدي للهجوم، مضيفًا أن أصوات انفجارات دوت في مناطق متعددة من العاصمة، نتيجة اعتراض أنظمة الدفاع الجوي للطائرات المسيّرة الروسية.
وأشارت مصادر محلية إلى أن هذا الهجوم هو واحد من عدة هجمات تشنها موسكو منذ بداية العام، بهدف إضعاف القدرات الأوكرانية عبر استهداف منشآت الطاقة والمرافق اللوجستية الحيوية التي تلعب دورًا أساسيًا في دعم المجهود الحربي الأوكراني.
التصعيد بالطائرات المسيّرة: استراتيجية جديدة للحرب؟
تزايد استخدام الطائرات المسيّرة في الصراع الروسي الأوكراني بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، حيث أصبحت هذه الطائرات سلاحًا رئيسيًا في تنفيذ الضربات بعيدة المدى دون الحاجة إلى المخاطرة بالقوات الجوية المأهولة.
وتتهم موسكو كييف بمحاولة نقل المعركة إلى الداخل الروسي عبر استخدام المسيرات لاستهداف منشآت عسكرية ومدنية، بينما تؤكد كييف أن عملياتها تستهدف فقط المنشآت اللوجستية ومراكز القيادة التي يستخدمها الجيش الروسي في عملياته العسكرية داخل أوكرانيا.
ردود فعل دولية وتحذيرات من توسع الحرب
أثارت الهجمات الجوية المتبادلة بين الطرفين مخاوف دولية من تصعيد أكبر قد يؤدي إلى توسيع نطاق الحرب. ودعت عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد الذي قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي.
ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، حيث تسعى كييف إلى تعزيز دفاعاتها الجوية من خلال الحصول على أنظمة متطورة مضادة للطائرات المسيّرة والصواريخ. في المقابل، تواصل روسيا تطوير قدراتها الدفاعية والهجومية، معتمدة بشكل متزايد على المسيّرات في استهداف البنية التحتية الأوكرانية.
آفاق الصراع: إلى أين تتجه المواجهة؟
مع استمرار الهجمات الجوية المتبادلة، يبدو أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا تدخل مرحلة جديدة من المواجهة غير التقليدية، حيث تلعب الطائرات المسيّرة دورًا متزايدًا في تحديد مسار القتال.
وفي ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة قريبة، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى قدرة الطرفين على مواصلة هذه الاستراتيجية، وما إذا كانت ستؤدي في النهاية إلى تغيير في مسار الحرب أو الدفع نحو مفاوضات سياسية جديدة.