أخبار العالمإفريقيا

تصاعد المواجهات في شمال دارفور وقصف الدعم السريع يدفع آلاف النازحين إلى الفرار من مخيمي أبو شوك وزمزم

قصفَت قوات الدعم السريع، صباح الاثنين، مخيم أبو شوك للنازحين شمال مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، مستخدمة المدفعية الثقيلة، ما أجبر سكانه على الفرار نحو مناطق داخل المدينة وضواحيها، وسط تصاعد غير مسبوق في حدة الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع منذ أسابيع.

وأكدت مصادر محلية للجزيرة أن الهجوم الذي استهدف المخيم ترافق مع قصف عشوائي على أحياء متفرقة من الفاشر، بينما أعلن الجيش السوداني أنه قصف مواقع الدعم السريع شرق المدينة، وكبّدها خسائر في الأرواح والعتاد. وذكر أن القصف المعاكس الذي نفذته قوات الدعم السريع أسفر عن مقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين، بالإضافة إلى تدمير منازل ومنشآت حيوية.

ويُعد مخيم زمزم جنوبي الفاشر واحدًا من أكبر التجمعات السكنية للنازحين في إقليم دارفور، إذ يأوي أكثر من مليون شخص فرّوا من مناطقهم الأصلية منذ اندلاع النزاع في 2003. ويعيش سكان المخيمين في ظروف إنسانية شديدة الصعوبة، تشمل نقصا حادًا في الغذاء والدواء والمياه النظيفة.

وفي تطور سياسي، دعا مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، إلى تصنيف قوات الدعم السريع “تنظيمًا إرهابيًا”، مؤكدًا أن حرق المخيمات وقتل المدنيين ليس انتصارًا بل “جريمة تستوجب الملاحقة”. وكتب في منشور على منصة “إكس” أن الجيش سيواصل القتال إلى حين استعادة الأمن.

من جهتها، أعلنت لجنة مقاومة الفاشر أن حصيلة الهجمات على المدينة ومخيماتها تجاوزت 320 قتيلاً وجريحًا خلال الساعات الماضية، وسط غياب أي مؤشرات على تهدئة رغم التحذيرات الدولية.

وكانت الفاشر، مركز العمليات الإنسانية الرئيسي في ولايات دارفور الخمس، قد دخلت منذ مايو 2024 دائرة الاشتباكات المفتوحة، لتصبح الآن إحدى أخطر بؤر النزاع المستمر منذ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وهو نزاع أسفر، بحسب الأمم المتحدة، عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح 15 مليون آخرين، في حين تشير تقديرات أكاديمية إلى حصيلة تفوق 130 ألف قتيل.

وعلى الصعيد الإنساني، قالت كليمنتين نكويتا سالامي، المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان، إن ملايين السودانيين يواجهون كارثة إنسانية متفاقمة، مطالبة بوقف عاجل للعمليات العدائية وتسهيل وصول المساعدات. بدورها، أكدت ميريانا سبولياريتش إيغر، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن ما يحدث في السودان هو “كابوس من الموت والدمار”، مضيفة أن تجاهل قوانين الحرب زاد من مآسي المدنيين، داعية إلى هدنة فورية تفتح المجال لتلبية الحاجات الملحة.

ويأتي هذا التصعيد وسط تراجع نفوذ الدعم السريع في عدة ولايات، حيث تشير تقارير ميدانية إلى أن الجيش بدأ يستعيد بعض المناطق الحيوية تدريجيا، لكن القتال لا يزال محتدمًا في شمال دارفور، التي باتت رمزًا للأزمة الإنسانية والأمنية الأشد في السودان حاليًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق