تصاعد المواجهات الجوية يعيد شبح الحرب إلى قلب العاصمة السودانية
قسم الأخبار الدولية 22/10/2025
كثّفت قوات «الدعم السريع» من هجماتها الجوية على مطار الخرطوم باستخدام المسيّرات لليوم الثاني على التوالي، في تطور جديد يعمّق من الأزمة العسكرية والإنسانية التي يعيشها السودان منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023. وأكد مصدر عسكري أن الدفاعات الجوية للجيش السوداني تصدّت فجر الأربعاء لموجة جديدة من الطائرات المسيّرة التي استهدفت المطار، بينما لم تُعرف بعد حجم الخسائر المادية الناتجة عن الضربات.
وكانت السلطات تستعد لإعادة فتح مطار الخرطوم أمام الرحلات الداخلية للمرة الأولى منذ أكثر من عامين، في خطوة رمزية تعكس رغبة الحكومة في استعادة الحياة الطبيعية بالعاصمة، غير أن القصف المتكرر ألقى بظلال من الشك على إمكانية تنفيذ هذه الخطوة في المدى القريب.
وسُمع دوي انفجارات قوية في أرجاء وسط وجنوب الخرطوم، وفق ما أفاد شهود عيان، بالتزامن مع تحليق مسيّرات فوق المنطقة العسكرية المحيطة بالمطار. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها المباشرة عن الهجمات، لكنّ تقارير ميدانية تشير إلى أن «الدعم السريع» كثّفت في الأشهر الأخيرة استخدام الطائرات المسيّرة لاستهداف مواقع استراتيجية، في محاولة للضغط على الجيش الذي يحتفظ بالسيطرة على معظم المرافق السيادية بالعاصمة.
وأدّت الحرب المستمرة بين الطرفين إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 12 مليون شخص، في واحدة من أكبر موجات النزوح في تاريخ إفريقيا الحديث. كما دمّرت المعارك المتواصلة البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الموانئ والمطارات وشبكات الكهرباء والمياه، ما دفع الأمم المتحدة لوصف الوضع الإنساني في السودان بأنه «الأسوأ عالمياً»، وسط تحذيرات من مجاعة واسعة النطاق تهدد ملايين المدنيين العالقين في مناطق النزاع.
