الجيش الإسرائيلي يحرق عشرات الدونمات الزراعية في ريف القنيطرة لمنع الرعي قرب قاعدة تل الأحمر

قسم الأخبار الدولية 15/05/2025
أضرم الجيش الإسرائيلي، الخميس، النيران في أكثر من 50 دونماً من الأراضي الزراعية في بلدة كودنا بريف القنيطرة الأوسط جنوب سوريا، في خطوةٍ وصفها السكان المحليون بأنها تهدف إلى منع رعاة المواشي من الاقتراب من القاعدة العسكرية التي أقامتها إسرائيل في تل أحمر الغربي عقب انهيار النظام السابق.
وأكد أبو عيسى الطحّان، وهو من أهالي البلدة، لـ«الشرق الأوسط» أن جنود الاحتلال أطلقوا النار بكثافة باتجاه الأراضي المحيطة بالتل، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير أتى على مساحات واسعة مزروعة بأشجار الزيتون والتين والبلوط والكينا. وأشار إلى أن جزءاً كبيراً من هذه الأراضي مملوك له شخصياً.
وقال الطحّان إن الحريق كان يهدد بالتمدد نحو مضخات آبار مياه الشرب التي تغذي قرى كودنا والأصبح والعشة، لولا تدخل فرق الدفاع المدني السوري والأهالي الذين تمكّنوا من احتواء النيران بعد ساعات من الجهود المتواصلة. كما أوضح أن الأهالي طلبوا دعماً من قوات “أندوف” التابعة للأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار، لكنهم لم يتلقوا استجابة فورية.
وتقع المنطقة التي شملتها الحرائق ضمن نطاق نفوذ القاعدة الإسرائيلية التي أُقيمت في تل أحمر الغربي، بعد أن انسحبت قوات النظام السوري السابق بشكل غير منظم من مواقعها في الجنوب، في أعقاب فرار بشار الأسد من دمشق في ديسمبر الماضي.
وبعد ساعات فقط من هروب الأسد، تقدمت القوات الإسرائيلية إلى المنطقة العازلة المنزوعة السلاح الخاضعة لمراقبة أممية، استناداً إلى اتفاق فك الاشتباك الموقع عام 1974 عقب حرب أكتوبر. وتُعدّ تلك المنطقة جزءاً من الجولان السوري، الذي احتلته إسرائيل عام 1967 وضمت أجزاءً منه عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة.
وتسعى إسرائيل منذ ذلك الحين إلى تعزيز وجودها في محيط جبل الشيخ والحدود الشرقية للجولان المحتل، حيث أنشأت تسعة مواقع عسكرية جديدة ومناطق حزام أمني، ونفذت أنشطة عسكرية في عمق الأراضي السورية، بحسب ما تظهره صور الأقمار الصناعية وتقارير منظمات حقوقية ومراقبين ميدانيين.