تصاعد العنف في النيجر: مقتل 13 جنديًا في هجومين منفصلين وسط تصاعد التهديدات الإرهابية

قسم الأخبار الدولية 21/03/2025
شهدت النيجر، الدولة الواقعة في منطقة الساحل، تصعيدًا جديدًا في الهجمات المسلحة، حيث قُتل 13 جنديًا نيجريًا وأُصيب 7 آخرون في هجومين منفصلين استهدفا نقطة عسكرية ومنجمًا للذهب، فيما تمكنت القوات النيجيرية من القضاء على أكثر من 100 مسلح إرهابي خلال المواجهات، وفق بيان صادر عن الجيش النيجري.
هجوم واسع على قاعدة عسكرية في ديفا
أوضح البيان أن الهجوم الأول استهدف نقطة عسكرية في مدينة ديفا، القريبة من الحدود مع نيجيريا، والتي تُعد معقلًا تقليديًا لجماعة بوكو حرام وتنظيم داعش في غرب إفريقيا. ووفقًا للجيش، فقد شن نحو 300 مسلح هجومًا منسقًا ضد الموقع العسكري، في محاولة لاختراق خطوط الدفاع.
استخدم المسلحون مركبات مفخخة ومتفجرات لاقتحام القاعدة، مما أدى إلى مقتل 4 جنود وإصابة آخرين بجروح. إلا أن الجيش النيجري، بدعم من سلاح الجو، تمكن من تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت قافلة مكونة من 30 دراجة نارية كانت تقل مقاتلين، وأسفرت العمليات العسكرية عن مقتل نحو 50 عنصرًا إرهابيًا، بينما فرّ الباقون إلى داخل الأراضي النيجيرية.
مجزرة في منجم الذهب بتيلابيري
أما الهجوم الثاني، فوقع في منطقة تيلابيري، الواقعة على الحدود مع بوركينا فاسو ومالي، حيث استهدف مسلحون مرتبطون بتنظيم داعش الإرهابي منجمًا للذهب، وهو هدف متكرر لهجمات الجماعات المتشددة التي تعتمد على تهريب الذهب لتمويل عملياتها المسلحة.
أدت المواجهات العنيفة بين الجيش والمسلحين إلى مقتل 9 جنود نيجريين وإصابة 7 آخرين بجروح، بينما تمكنت القوات النيجيرية من تحييد 55 عنصرًا إرهابيًا خلال عملية الرد.
تصاعد التهديدات الإرهابية في النيجر
تعكس هذه الهجمات الوضع الأمني المعقد في النيجر، حيث تعاني البلاد من جبهتين قتاليتين رئيسيتين ضد الجماعات الإرهابية:
- في الجنوب الشرقي، قرب الحدود مع نيجيريا، تنشط جماعة بوكو حرام وتنظيم داعش في غرب إفريقيا، حيث تشن هجمات متكررة على المدنيين والقوات الأمنية.
- في الجنوب الغربي، القريب من بوركينا فاسو ومالي، يشن مسلحون مرتبطون بتنظيمي القاعدة وداعش عمليات مسلحة تستهدف القوات الحكومية والمنشآت الاقتصادية.
وقد تصاعدت الهجمات الإرهابية في النيجر بشكل ملحوظ منذ انقلاب يوليو 2023، الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، حيث استغل المسلحون حالة عدم الاستقرار السياسي لتعزيز نفوذهم وشن عمليات موسعة ضد الجيش والمدنيين.
ردود فعل وإجراءات أمنية
في ظل هذه التهديدات المتزايدة، عززت القوات النيجيرية عملياتها العسكرية، خاصة في المناطق الحدودية، حيث تقوم بتسيير دوريات جوية وبرية مكثفة لاحتواء الهجمات الإرهابية. كما تعمل السلطات في نيامي على تعزيز التعاون الأمني مع دول الجوار، لا سيما مالي وبوركينا فاسو، ضمن جهود مكافحة التمرد المسلح الذي يهدد استقرار منطقة الساحل بأكملها.
ويطرح تصاعد الهجمات الإرهابية في النيجر تساؤلات حول مدى قدرة المجلس العسكري الحاكم على التصدي لهذه التهديدات المتفاقمة، في ظل تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية، واستمرار تمدد الجماعات الإرهابية في مناطق واسعة من الساحل الإفريقي.