أخبار العالمالشرق الأوسط

تصاعد التوتر واحتمالات هجوم إسرائيلي استباقي على «حزب الله» في لبنان

قسم الأخبار الدولية 24/11/2025

تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيداً خطيراً يعزز المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة واسعة، بعدما حذّر الجيش الإسرائيلي من احتمال اللجوء إلى هجوم استباقي ضد «حزب الله»، في ظل استمرار الحزب في تعزيز قدراته العسكرية داخل العمق اللبناني، وامتداد الغارات الإسرائيلية إلى مناطق أبعد من الجنوب، وصولاً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.

تعاظم نشاط «حزب الله» رغم العمليات الإسرائيلية

قال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، وفق ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» عبر موقع «واي نت»، إن عمليات الجيش المتواصلة منذ أكثر من عام—1200 مداهمة برية في عمق الأراضي اللبنانية—لم تنجح في وقف توسع نشاط «حزب الله»، خصوصاً في القرى الواقعة على مسافة أبعد من الشريط الحدودي. ورغم الوجود المكثف للقوات الإسرائيلية، أكد الضباط أن الحزب يواصل إعادة تموضعه مستخدماً أساليب التمويه المدني.

كما يشير المسؤولون إلى أن الجيش يعتمد اليوم على منظومة مراقبة متقدمة، بما فيها طائرات مسيّرة تعمل على مدار الساعة لرصد «المناطق الميتة» التي لا تغطيها الوسائل التقليدية، في ظل مضاعفة حجم الوحدات العاملة في منطقة الجليل مقارنة بما كان عليه الوضع قبل 7 أكتوبر 2023.

مقاربة أكثر صرامة على الأرض

تكشف تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن قواعد اشتباك أكثر تشدداً، تشمل اعتقال أو تصفية أي عنصر مشتبه به ضمن نطاق 5 إلى 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، بعد التحقق من عدم ارتباطه بقوات «اليونيفيل» أو الجيش اللبناني. ويبرر الجيش ذلك بالسعي لحرمان «حزب الله» من إعادة بناء شبكاته اللوجستية والعسكرية قرب الحدود.

ويشير الجيش إلى أن إسرائيل ستبقى «نشطة وهجومية» لسنوات إذا لم يلتزم لبنان بخطوات للحد من نشاط «حزب الله»، في تلميح واضح إلى أن احتمال هجوم استباقي واسع بات مطروحاً على الطاولة.

ضربة نوعية في الضاحية الجنوبية

وفي إطار التصعيد المتواصل، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية جديدة داخل الضاحية الجنوبية لبيروت، استهدفت هيثم علي طبطبائي—الرجل الثاني في «حزب الله» وأسفرت عن مقتله وخمسة آخرين وإصابة 28 شخصاً. ووصف «حزب الله» طبطبائي بـ«القائد الكبير» الذي ساهم في بناء هيكلية القوة العسكرية للحزب، دون أن يعلن عن ردّ فوري.

تأتي هذه الضربة ضمن سلسلة عمليات اغتيال إسرائيلية امتدت خلال الأسابيع الماضية من الجنوب والبقاع إلى قلب العاصمة اللبنانية، في مؤشر على توسّع رقعة المواجهة خارج نطاق الاشتباكات الحدودية المعتادة.

خطاب إسرائيلي متشدد وتوقعات بتصعيد

جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس التزامه بـ«منع حزب الله من إعادة بناء قدراته»، ما يعكس اتجاهاً رسمياً داخل القيادة الإسرائيلية نحو تشديد العمليات العسكرية. ويأتي ذلك بالتوازي مع الغارات البرية والجوية المتواصلة التي تستهدف مواقع وقيادات الحزب.

بدوره، يواصل الحزب الرد عبر عمليات متفرقة على الحدود، فيما يتجنب في العلن تبني خطاب تصعيدي كبير بعد اغتيال طبطبائي، ما يعكس حسابات دقيقة تتعلق بميزان القوى والظروف الإقليمية.

تدل المؤشرات المتلاحقة على أن الأزمة بين إسرائيل و«حزب الله» تتجه إلى مرحلة أكثر خطورة، مع تزايد عمليات الاغتيال، واتساع نطاق الضربات، وتهديدات إسرائيلية مباشرة بهجوم استباقي. وبينما تبدو الحدود مفتوحة على كل الاحتمالات، فإن التصعيد الحالي قد يكون مقدمة لمواجهة أوسع ما لم تنجح الضغوط الدولية في احتوائه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق