تصاعد التوتر جنوب لبنان بعد اعتداء على دورية لـ«يونيفيل» ولبنان يؤكد تمسكه بدورها رغم الاحتجاجات الشعبية

قسم الأخبار الدولية 10/06/2025
أثار تعرض أحد جنود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة «يونيفيل» للصفع من قبل مواطن جنوب لبنان، موجة استنكار رسمية في بيروت، بينما نددت البعثة الأممية بالحادثة واعتبرتها انتهاكاً صارخاً لحرية حركتها المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
وكانت «يونيفيل» أعلنت في بيان الثلاثاء 10 يونيو، أن مجموعة من المدنيين حاولوا اعتراض إحدى دورياتها التي كانت تنفذ مهمة بالتنسيق مع الجيش اللبناني، حيث قام بعض الأفراد برشق الآليات بالحجارة والاعتداء جسدياً على أحد الجنود، ما استدعى استخدام «تدابير غير فتاكة» لحماية الطاقم والمحيطين. وأشارت إلى تدخل سريع من الجيش اللبناني مكّن الدورية من استكمال مهمتها.
وتداولت وسائل إعلام لبنانية مقطع فيديو يظهر لحظة صفع أحد الجنود، ما أثار جدلاً واسعاً حول خلفيات الحادثة وملابساتها، خاصة أن حادثين مشابهين وقعا في منطقتي بدياس والفوار بقضاء صور، حيث واجهت الدوريات احتجاجات من الأهالي بسبب تحركها دون مرافقة الجيش اللبناني، وهو ما تطور في إحدى الحالتين إلى تضارب بالأيدي.
بلدية بدياس سارعت لإصدار بيان نددت فيه بما وصفته بـ«تصرف فردي مرفوض»، وأكدت احترام أهالي البلدة لقوات «يونيفيل» ودورها في تثبيت الأمن. بدورها، دانت وزارة الخارجية اللبنانية الحادثة، ووصفت الاعتداء بأنه «مخالف للقوانين اللبنانية والدولية»، داعية لمحاسبة الفاعلين، ومجددة التمسك بمهام «يونيفيل» وولايتها وفقاً للقرار 1701.
وفي إطار التحقيقات، نفذ الجيش اللبناني مداهمة بحثاً عن المعتدي الذي ظهر في الفيديو وهو يصفع أحد الجنود، في إشارة إلى عزم السلطات اللبنانية على منع تكرار هذه الحوادث التي قد تؤثر على العلاقة مع قوات حفظ السلام الأممية.
وتأتي هذه التوترات في وقت تشهد فيه المناطق الحدودية جنوب لبنان حالة ترقب متزايدة، في ظل التوترات الإقليمية المستمرة، ما يسلّط الضوء على الدور الحساس لقوات «يونيفيل» في مراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل وتثبيت الاستقرار في الجنوب.