أخبار العالمالشرق الأوسط

تصاعد التوتر العسكري على الحدود اللبنانية – السورية وسط تحركات دبلوماسية غير مثمرة

تواصلت الاشتباكات المسلحة على الحدود اللبنانية – السورية لليوم الرابع على التوالي، وسط تصاعد التوتر الأمني ودخول تعزيزات عسكرية من الجانبين، في مشهد يعكس تعقيدات الصراع الإقليمي وتداخل الحسابات السياسية والأمنية بين بيروت ودمشق.

الجيش اللبناني يرد والتعزيزات تتدفق

دفعت قيادة الجيش اللبناني بتعزيزات إضافية إلى منطقة “مشاريع القاع”، بعد تعرضها لنيران قادمة من الجانب السوري في منطقة جوسيه. وأكدت مصادر عسكرية أن الأوامر صدرت بالرد الفوري على مصادر النيران، مما يرفع من احتمالات استمرار الاشتباكات في الأيام المقبلة. كما عزز الجيش نقاطه العسكرية في المناطق الحدودية لمنع أي اختراقات أمنية، وسط مخاوف من تمدد المواجهات إلى مناطق أخرى.

دمشق تتخذ قرارات ميدانية حاسمة

على الجانب السوري، سجلت تعزيزات عسكرية كبيرة تشير إلى نية دمشق الاستمرار في العمليات العسكرية، وسط حديث عن قرار استراتيجي بإخلاء القرى الحدودية التي يقطنها لبنانيون، وهو تطور يهدد بتغيير ديموغرافي محتمل في المنطقة الحدودية. وأفادت مصادر بأن الجيش السوري ينفذ عمليات تمشيط واسعة، وسط اشتداد الضربات المدفعية، وهو ما يعكس رغبة دمشق في إحكام السيطرة على هذه المناطق الحيوية.

اتصالات دبلوماسية في مأزق

ورغم المساعي السياسية المكثفة لاحتواء التصعيد، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن الاتصالات الجارية لم تحقق أي تقدم ملموس في اتجاه وقف إطلاق النار، حيث تصطدم المبادرات الدبلوماسية بحسابات أمنية معقدة. وفي الوقت الذي تسعى فيه بعض الجهات إلى تهدئة الموقف، تبدو المعطيات الميدانية على الأرض مختلفة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل التوتر الحدودي وما إذا كان سينحصر في هذه الاشتباكات المحدودة أم سيتحول إلى مواجهة مفتوحة.

سيناريوهات التصعيد والتداعيات المحتملة

يشير التصعيد المستمر إلى احتمالين رئيسيين: إما نجاح الضغوط الدبلوماسية في فرض تهدئة، وهو ما يتطلب توافقاً سياسياً إقليمياً غير متوفر حالياً، أو استمرار المواجهات بما قد يفتح الباب أمام تدخلات خارجية، خاصة في ظل حساسية هذه المنطقة الجغرافية التي تشكل نقطة تلاقٍ لمصالح دولية وإقليمية. في ظل هذه التطورات، يبقى الوضع الحدودي مفتوحاً على جميع الاحتمالات، مع ترقب لمآلات التصعيد العسكري وما قد يحمله من تداعيات أمنية وسياسية على لبنان وسوريا والمنطقة ككل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق