تصاعد التوترات في جنوب السودان مع اندلاع مواجهات عسكرية واعتقالات سياسية تهدد استقرار البلاد

قسم الأخبار الدولية 05/03/2025
شهد جنوب السودان تصعيدًا خطيرًا مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحين محليين في بلدة الناصر، تزامنًا مع اعتقالات سياسية بارزة في العاصمة جوبا، ما يهدد الاستقرار الهش في البلاد ويثير المخاوف بشأن مستقبل اتفاق السلام الموقع عام 2018.
اشتباكات دموية في الناصر وسط اتهامات بانتهاك اتفاق السلام
اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش الحكومي ومجموعة مسلحة تُعرف بـ”الجيش الأبيض” في ولاية أعالي النيل، وفقًا لتقارير إعلامية متعددة. تتكون هذه المليشيا من شبان قبائل النوير الذين لعبوا دورًا بارزًا في النزاع السابق بين الحكومة والمعارضة، مستعملين أساليب حرب العصابات.
واستخدمت القوات الحكومية أسلحة ثقيلة في محاولة للسيطرة على البلدة، بينما رد المسلحون بقوة، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، وسط موجة نزوح جماعي للسكان المحليين. واتهمت المعارضة الجيش بانتهاك اتفاق السلام، فيما بررت الحكومة عملياتها بالسعي إلى القضاء على التمردات في المناطق المضطربة.
اعتقال جنرال مقرب من رياك مشار يزيد من التوترات
في جوبا، اعتقلت السلطات جنرالًا بارزًا مقربًا من نائب الرئيس وزعيم المعارضة رياك مشار، مما أثار مخاوف بشأن نية الحكومة تقويض نفوذ المعارضة داخل الجيش. ولم تقدم السلطات توضيحات رسمية حول دوافع الاعتقال، لكن مصادر رجحت ارتباطه بالتوترات المتصاعدة بين الحكومة والمعارضة.
يأتي هذا في ظل علاقات متوترة بين سلفاكير ومشار، حيث لم يتم تنفيذ اتفاق السلام بالكامل، وسط اتهامات متبادلة بمحاولة إقصاء الطرف الآخر قبل الانتخابات المقبلة المقررة في 2025.
إطلاق نار في جوبا خلال محاولة اعتقال مسؤول استخباراتي سابق
وفي تطور أمني خطير، اندلع تبادل لإطلاق النار في شوارع جوبا بعد محاولة قوات الأمن اعتقال رئيس جهاز المخابرات السابق. ووفقًا لمصادر محلية، واجهت العملية مقاومة مسلحة من قوات موالية للمسؤول السابق، مما أدى إلى حالة هلع بين المدنيين، وسط تصاعد المخاوف من انشقاقات داخل المؤسسة العسكرية.
مستقبل اتفاق السلام على المحك مع اقتراب الانتخابات
مع استمرار الاشتباكات والاعتقالات، تبرز تساؤلات حول مستقبل اتفاق السلام، حيث يخشى مراقبون أن تؤدي هذه التوترات إلى تأجيل الانتخابات أو حتى انهيار الاتفاق بالكامل، مما يعيد البلاد إلى دوامة الصراع المسلح.
ويرى محللون أن الأزمة الحالية قد تتفاقم في غياب حلول سياسية حقيقية، وسط انقسامات عميقة داخل المؤسسة العسكرية وعدم ثقة متبادلة بين الفرقاء السياسيين، مما قد يدفع جنوب السودان نحو مرحلة جديدة من عدم الاستقرار والعنف.