تصاعد التوترات في الكونغو الديمقراطية يضع جنوب أفريقيا أمام معضلة استراتيجية
![](https://i0.wp.com/strategianews.net/wp-content/uploads/2025/02/AFPoUnUnrest-1737880520.webp?resize=770%2C470&ssl=1)
قسم الأخبار الدولية 12/02/2025
واجهت جنوب أفريقيا أزمة متزايدة في أعقاب مقتل 14 جنديًا من قواتها المشاركة في بعثة حفظ السلام بجمهورية الكونغو الديمقراطية، مما أثار جدلًا سياسيًا واسعًا حول استمرار انخراط البلاد في الصراع الدائر هناك. وفي ظل تصاعد الاشتباكات مع متمردي حركة “إم 23” في شرق الكونغو، تزايدت الدعوات الداخلية لمراجعة الاستراتيجية العسكرية الجنوب أفريقية، وسط انقسام حاد بين من يدعون إلى سحب القوات ومن يؤكدون ضرورة استمرار المهمة لأسباب أمنية وإقليمية.
أكد وزير الخارجية الجنوب أفريقي، رونالد لامولا، أن بلاده تتحمل مسؤولية دعم استقرار الدول المجاورة، مشددًا على أن “جنوب أفريقيا لن تنعم بالأمان ما دامت الاضطرابات مستمرة في محيطها الإقليمي”. وأوضح أن مشاركة بلاده في العمليات العسكرية تأتي ضمن التزاماتها تجاه مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي (سادك)، والاتحاد الأفريقي، ومجلس الأمن الدولي.
في المقابل، قوبلت هذه التصريحات بمعارضة من قادة سياسيين مثل جوليوس ماليما، زعيم حزب “مقاتلو الحرية الاقتصادية”، وموسي مايمان، رئيس حزب “بناء جنوب أفريقيا واحدة”، اللذين طالبا بسحب القوات الجنوب أفريقية فورًا، بحجة أن التدخل في الكونغو الديمقراطية يضع الجنود في موقف خطير دون تحقيق نتائج ملموسة على الأرض.
من ناحية أخرى، دعت منظمات حقوقية وأطراف سياسية إلى فتح تحقيق شامل حول ملابسات مقتل الجنود، بهدف تحديد المسؤوليات وضمان عدم تكرار مثل هذه الخسائر. كما طالب بعض أعضاء البرلمان الجنوب أفريقي بمراجعة استراتيجية البلاد في المهام العسكرية الخارجية، في ظل تزايد المخاطر والتكلفة البشرية التي تتحملها القوات المسلحة.
وتعد جنوب أفريقيا من أبرز المساهمين في جهود حفظ السلام في الكونغو الديمقراطية، حيث تنشر أكثر من 2900 جندي ضمن بعثات دولية وإقليمية، تقدم الدعم اللوجستي، وتدرب القوات المحلية، وتشارك في عمليات مكافحة المتمردين. ومع استمرار التوترات الإقليمية، يبدو أن الحكومة الجنوب أفريقية أمام اختبار صعب لتحقيق التوازن بين التزاماتها الدولية وضغوطها الداخلية المتزايدة.