تصاعد التوترات النووية بين إيران والغرب وسط تحذيرات من مواجهة إقليمية محتملة

قسم الأخبار الدولية 20/02/2025
دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى تبني نهج تفاوضي جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، معتبراً أن الاتفاق النووي لعام 2015 فقد فاعليته وأصبح “قشرة فارغة” في ظل التطورات المتسارعة. وشدد غروسي، خلال مؤتمر صحافي في طوكيو، على أن التطورات التكنولوجية في إيران تجاوزت نص الاتفاق، مما يستدعي مراجعة شاملة لصيغة التفاوض.
تأتي هذه التصريحات في وقت تستمر فيه طهران في تصعيد أنشطتها النووية، حيث رفعت تخصيب اليورانيوم إلى 60% منذ عام 2021، وهو مستوى يقترب من العتبة العسكرية. وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخراً من أن إيران تستعد لزيادة إنتاجها الشهري من اليورانيوم المخصب إلى نحو سبعة أضعاف، مما قد يمنحها القدرة على إنتاج ما يكفي لصنع ست قنابل نووية في حال تخصيبها لمستويات أعلى.
في المقابل، تواصل إسرائيل تصعيد لهجتها، حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن بلاده “جاهزة لإنجاز المهمة” ضد المنشآت النووية الإيرانية، بمساندة من واشنطن. ووفقاً لتقارير استخباراتية أميركية، فإن إسرائيل تدرس شن ضربات جوية واسعة ضد المواقع النووية الإيرانية خلال النصف الأول من العام الجاري، مستغلة الوضع الداخلي المضطرب في إيران.
وبينما يرى البعض أن التوترات المتزايدة قد تدفع طهران نحو التفاوض، خصوصاً في ظل الضغوط الاقتصادية وتراجع نفوذها الإقليمي، تؤكد القيادة الإيرانية أنها لن ترضخ للتهديدات، محذرة من أن أي هجوم على أراضيها سيؤدي إلى “زعزعة استقرار المنطقة”. وأكد قائد الوحدة الصاروخية في الحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، أن الإنتاج الصاروخي مستمر رغم الضربات الإسرائيلية، بينما شدد رئيس الأركان الإيراني، محمد باقري، على أن أنظمة الدفاع الجوي تم إصلاحها بالكامل بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير في أكتوبر الماضي.
ومع استمرار هذا التصعيد المتبادل، يظل المسار الدبلوماسي معقداً، حيث لم تنجح محاولات إحياء الاتفاق النووي خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، فيما تبدو الإدارة الأميركية الحالية أكثر ميلاً للضغط المباشر بدلاً من الانخراط في مفاوضات جديدة. في ظل هذه المعطيات، يبقى المشهد مفتوحاً على عدة سيناريوهات، تتراوح بين انفراجة دبلوماسية محتملة أو تصعيد عسكري قد يغير معادلات القوى في الشرق الأوسط.