أخبار العالمالشرق الأوسط

تزايد أعداد النازحين في لبنان مع امتلاء 900 مركز إيواء إثر اشتداد القصف الإسرائيلي على مناطق متعددة

قسم الأخبار الدولية 04/10/2024

أفادت تقارير بأن مراكز الإيواء في لبنان، التي تستقبل النازحين جراء القصف الإسرائيلي المستمر، قد بلغت طاقتها القصوى، حيث وصل عدد المراكز الممتلئة إلى 900 مركز. تأتي هذه الأزمة الإنسانية في وقت كثفت فيه إسرائيل ضرباتها الجوية على مناطق مختلفة في لبنان، متسببة بموجات نزوح واسعة. ويعاني آلاف المدنيين من ظروف إنسانية قاسية وسط نقص حاد في المساعدات.

أعلنت السلطات اللبنانية والمنظمات الإنسانية أن مراكز الإيواء المخصصة للنازحين، والمنتشرة في مختلف المناطق، أصبحت عاجزة عن استيعاب المزيد من النازحين. وتشمل هذه المراكز مدارس، مساجد، قاعات عامة، وحتى منشآت مؤقتة تم تحويلها إلى أماكن لإيواء العائلات. مع ذلك، تجاوزت أعداد النازحين قدرة هذه المرافق، حيث اضطرت العديد من العائلات للبقاء في العراء أو اللجوء إلى أقاربهم.

تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن عدد النازحين في لبنان قد تجاوز مئات الآلاف منذ بدء التصعيد الأخير، ما يشكل تحديًا كبيرًا للبنية التحتية الإنسانية التي تعاني أصلًا من ضعف الموارد والتمويل. هذه الأزمة تأتي في ظل تضاؤل الدعم الدولي، حيث تواجه المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الإغاثية صعوبة في توفير المواد الغذائية والدوائية واللوجستية الضرورية لتلبية احتياجات النازحين.

في سياق التصعيد العسكري، استهدفت إسرائيل معبراً حدودياً بين لبنان وسوريا، مما زاد من تعقيد الأوضاع الإنسانية. ويعد هذا الممر الحيوي شرياناً هاماً لتدفق المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين، لكن الضربة الأخيرة تسببت في تعطيله مؤقتاً، ما أدى إلى تأخير وصول المساعدات الطارئة.

إسرائيل أكدت عبر متحدثيها العسكريين أن الاستهداف جاء نتيجة وجود تحركات لمسلحين عبر الحدود، إلا أن الهجمات طالت البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الطرق والجسور التي تعتمد عليها فرق الإغاثة. وأدى هذا التصعيد إلى مزيد من الضغط على المدنيين، الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين خطر القصف ونقص الإمكانات للإجلاء.

تسببت هذه التطورات في موجة استنكار دولية، حيث طالبت منظمات إنسانية ودولية بفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات وإجلاء الجرحى والمدنيين المحاصرين في مناطق النزاع. الأمم المتحدة وعدة دول عبرت عن قلقها إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية، داعية إلى وقف التصعيد العسكري لتسهيل عمليات الإغاثة.

في هذا السياق، شدد الصليب الأحمر الدولي على الحاجة الماسة لتوفير الحماية للمدنيين والبنية التحتية الحيوية، وخاصة المستشفيات والمراكز الطبية التي تعرض بعضها للقصف في الأسابيع الأخيرة. كما دعا إلى زيادة التمويل الطارئ لدعم النازحين وتقديم الاحتياجات الأساسية من الغذاء والمياه والرعاية الصحية.

يأتي هذا التصعيد العسكري ضمن سياق أوسع من النزاعات بين إسرائيل وحزب الله، حيث تشهد المنطقة اشتباكات متكررة منذ سنوات، لكنها تصاعدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. الوضع الإنساني في لبنان كان متدهورًا حتى قبل هذه الجولة من العنف، بسبب الأزمة الاقتصادية التي أثرت على قدرة الدولة على تقديم الخدمات الأساسية.

وتعاني البلاد من انهيار اقتصادي شامل منذ عام 2019، مما أضعف قدرتها على التعامل مع الأزمات الطارئة مثل النزوح الجماعي. هذه الأزمة الأخيرة تُلقي بظلالها الثقيلة على الوضع المعيشي للبنانيين، الذين يواجهون صعوبات اقتصادية كبيرة، مما يعقد الأوضاع ويزيد من العبء على الدولة والوكالات الدولية العاملة على الأرض.

ويواصل المجتمع الدولي دعواته إلى تهدئة الوضع وبدء مفاوضات لوقف القتال، لكن حتى الآن لم تظهر أي مؤشرات على تراجع حدة القتال أو التوصل إلى هدنة، مما يعني أن الأوضاع الإنسانية مرشحة لمزيد من التفاقم خلال الفترة المقبلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق