ترمب يطالب إيران بـ”الاستسلام الكامل” ويحذر من مواجهة نووية بينما البيت الأبيض يبحث اجتماعاً سرياً مع طهران

قسم الأخبار الدولية 17/06/2025
صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب من لهجته تجاه إيران، مطالباً بـ”خضوع كامل” لطهران و”نهاية حقيقية” لمشكلتها النووية، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتكثف الضغوط الدبلوماسية لاحتواء المواجهة بين إسرائيل وإيران. وجاءت تصريحات ترمب خلال رحلة العودة من قمة مجموعة السبع في كندا، حيث قال للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: “لا أريد وقف إطلاق نار، بل نهاية كاملة لهذا الملف… ما أريده هو استسلام تام”.
وأكد ترمب أن إيران “قريبة جداً” من امتلاك سلاح نووي، مشيراً إلى أن واشنطن لن تتسامح مع أي تهديد لقواتها في المنطقة. وأضاف: “إيران تعلم جيداً أننا سنرد بقوة إذا أقدمت على أي فعل ضد مصالحنا”. كما توقع استمرار إسرائيل في هجماتها، قائلاً: “لم يخفف أحد ضرباته بعد. سترون خلال اليومين المقبلين”.
وفي خطوة تعكس توجه الإدارة نحو المسار الدبلوماسي رغم التصعيد، كشفت شبكة «سي بي إس نيوز» وموقع «أكسيوس» أن البيت الأبيض يدرس إمكانية عقد لقاء هذا الأسبوع بين المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ونائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لمناقشة اتفاق نووي محتمل وإنهاء الحرب المتصاعدة بين طهران وتل أبيب. ووفقاً لمصادر مطلعة تحدثت لـ«أكسيوس»، فإن الاجتماع قد يشكل لحظة فاصلة تحدد ما إذا كانت واشنطن ستنضم إلى الحرب أو تدفع باتجاه تسوية سياسية.
ويعتمد ترمب، وفق مسؤولين أميركيين، على تفوق بلاده في امتلاك القنابل الخارقة للتحصينات التي يمكن أن تدمر منشأة فوردو النووية الإيرانية – وهي قدرة لا تملكها إسرائيل – كورقة ضغط لدفع الإيرانيين إلى التفاوض بشروطه. وقال أحد المسؤولين: “إيران قد تكون أدركت أنه للحفاظ على وجودها كدولة، يجب أن تعود إلى الطاولة”.
وبينما رفض ترمب حتى الآن الانخراط في الهجمات الإسرائيلية على إيران، إلا أنه أكد أن “منع إيران من امتلاك سلاح نووي هو أولوية قصوى”. وفي منشور مفاجئ على منصة «تروث سوشيال»، دعا المدنيين الإيرانيين إلى “إخلاء طهران فوراً”، ما فُسّر كرسالة تحذير مبطّنة من تحرك عسكري محتمل.
وتزامنت هذه التصريحات مع تحذير وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، الذي أكد أن “ترمب لا يزال يأمل في التوصل إلى سلام، لكن على إيران أن تفهم أن الوقت لم يعد في صالحها”. ويرى مراقبون أن هذا التصعيد اللفظي، المترافق مع تحرك دبلوماسي غير معلن، يفتح الباب أمام مفاوضات “الفرصة الأخيرة”، في وقت تتزايد فيه مخاطر الانزلاق إلى مواجهة عسكرية شاملة في المنطقة.