ترمب يدخل في صدام مفتوح مع سبع جامعات كبرى ويهدد بحرمانها من مليارات الدولارات في معركة على قيم التنوع والحرية الأكاديمية

قسم الأخبار الدولية 17/04/2025
دخلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مواجهة غير مسبوقة مع سبع من أعرق الجامعات الأميركية، بعد أن طالبتها بالتخلي عن سياسات التنوع والإنصاف والشمول، ودعم جهود إدارة الهجرة والجمارك، بالإضافة إلى منع ارتداء الكمامات داخل الحرم الجامعي. وأرفقت الإدارة مطالبها بتهديد صريح بحجب التمويل الفيدرالي عن الجامعات التي ترفض الالتزام بتوجيهاتها، ما يضع مليارات الدولارات من أموال البحث العلمي والتعليم في مهب الريح.
وقد رفضت جامعة هارفارد، الرمز الأبرز للحرية الأكاديمية، هذه التوجيهات بشكل قاطع، واعتبرت التدخل الفيدرالي انتهاكًا للدستور. وقال رئيس الجامعة آلان غاربر في رسالة حادة: «لن تتنازل الجامعة عن استقلاليتها». وردت إدارة ترمب بتجميد تمويلات تتجاوز 2 مليار دولار.
وامتد النزاع إلى جامعة براون التي رفضت بدورها إلغاء سياسات التنوع، لتواجه تعليق تمويل بقيمة 500 مليون دولار، وقد رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة الفيدرالية. كما أعلنت جامعة كورنيل أنها تلقت أوامر بوقف شراكات دفاعية، بينما تم تجميد مليار دولار من أموالها، تشمل أبحاثًا في الأمن السيبراني والصحة.
أما جامعة نورث وسترن، فرأت أن تعليق تمويل قدره 790 مليون دولار يهدد أبحاثًا منقذة للحياة، منها تطوير أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب. وقال متحدثها إن هذا القرار “يضرب في صميم الابتكار العلمي”.
جامعة بنسلفانيا أعلنت مراقبتها الدقيقة للتغيرات الفيدرالية، في ظل قرار بتجميد 175 مليون دولار من تمويلها، مؤكدة تمسكها بدورها في التعليم وخدمة الصالح العام.
أما جامعة برينستون فاستجابت بتحفظ على قرار تجميد 200 مليون دولار، بينما دخلت جامعة كولومبيا في مفاوضات مباشرة مع البيت الأبيض لاستعادة 400 مليون دولار من تمويلها، وسط انتقادات بأنها قدمت تنازلات في سياساتها التأديبية للطلاب.
ويحذر مراقبون من أن هذه الأزمة قد تتحول إلى معركة قانونية وسياسية طويلة، تتجاوز التمويل لتطال المبادئ المؤسسة للتعليم الأميركي، خاصة في ظل بيئة سياسية تتسم بالاستقطاب الحاد، مع استمرار ولاية ترمب الثانية.