ترمب يتمسك بنهجه التصادمي وسط شلل حكومي يدخل أسبوعه الثاني في الولايات المتحدة

قسم الأخبار الدولية 14/10/2025
دخل الإغلاق الحكومي الأميركي أسبوعه الثاني وسط جمود سياسي تام، في وقت واصل فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب تشديد استراتيجيته الهجومية رافضاً أي تسوية مع الديمقراطيين بشأن تمويل الحكومة، ما فاقم من حالة الشلل التي أصابت المرافق الفيدرالية وأجّج التوتر بين الحزبين.
تمسك الديمقراطيون بمطالبهم الرامية إلى تمديد إعفاءات برنامج الرعاية الصحية «أوباما كير»، معتبرين أن انتهاء صلاحية هذه الإعفاءات في نهاية العام سيؤدي إلى ارتفاع تكاليف التأمين الصحي لملايين الأميركيين. في المقابل، أصرّ الجمهوريون على فتح المرافق الحكومية أولاً قبل النظر في أي تسوية مالية، مؤكدين أن الديمقراطيين هم من يتحملون مسؤولية الإغلاق.
واتجه ترمب إلى تعزيز موقف حزبه من خلال إعادة توجيه الأموال الفيدرالية لتأمين رواتب العسكريين وقوات الأمن، في محاولة لتخفيف الضغط الشعبي عن الجمهوريين وتحميل الديمقراطيين كلفة الأزمة السياسية. كما نفذ قرارات بفصل آلاف الموظفين الحكوميين وإنهاء برامج فيدرالية ذات طابع اجتماعي تهم قواعد الحزب الديمقراطي، خصوصاً في الولايات ذات الغالبية الزرقاء، وواصل وصف الأزمة بأنها «إغلاق ديمقراطي» بهدف استثمارها انتخابياً في الاستحقاقات النصفية المقبلة.
وفي الكونغرس، واصل رئيس مجلس النواب مايك جونسون ممارسة ضغوط سياسية على الديمقراطيين برفضه عقد جلسات جديدة للنقاش، مؤكداً أن المجلس «أنجز مهمته بإقرار التمويل»، ملقياً بالمسؤولية على مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون. في المقابل، شدد زعيم الديمقراطيين تشاك شومر على أن موقف حزبه يزداد قوة مع كل يوم يمر من الإغلاق، معتبراً أن الجمهوريين يراهنون على سياسة التعطيل دون بدائل عملية.
ويؤشر غياب أي قنوات تواصل فعالة بين الطرفين إلى احتمال استمرار الإغلاق لفترة طويلة قد تتجاوز الأرقام القياسية السابقة، في ظل تمسك كل جانب بموقفه وتعاظم التكلفة الاقتصادية والسياسية لهذه المواجهة التي تعكس عمق الانقسام في المشهد الأميركي الداخلي.