ترمب يتمسك باتفاق شامل مع إيران وخامنئي يرفض التفاوض وسط تصعيد متبادل
![](https://i0.wp.com/strategianews.net/wp-content/uploads/2025/02/951422_0.jpeg.webp?resize=780%2C470&ssl=1)
قسم الأخبار الدولية 10/02/2025
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب عزمه على إبرام اتفاق جديد مع إيران يتجاوز البرنامج النووي ليشمل ملفات أخرى، في وقت تواصل فيه واشنطن ممارسة ضغوط اقتصادية وعسكرية متزايدة على طهران. جاء ذلك بعد إعلان المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، رفضه أي حوار مع الإدارة الأميركية، ما يعكس تصاعد التوترات بين الجانبين.
رهان ترمب على اتفاق جديد لتجنب التصعيد العسكري
في مقابلة مع صحيفة نيويورك بوست، كشف ترمب عن رغبته في التوصل إلى اتفاق مع إيران لتجنب ضربة عسكرية محتملة، قائلاً: “إذا أبرمنا الاتفاق، فلن تقصفهم إسرائيل”. لكن الرئيس الأميركي لم يقدم تفاصيل عن شكل الاتفاق أو الشروط التي يسعى إليها، في ظل استمرار المفاوضات غير المعلنة بين الطرفين عبر وسطاء دوليين.
يأتي هذا الموقف في وقت تسعى فيه واشنطن إلى احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة، حيث كثفت الضغوط الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، بالإضافة إلى تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط. كما واصلت إسرائيل تهديداتها بمهاجمة المنشآت الإيرانية، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية غير محسوبة العواقب.
الموقف الإيراني: رفض للتفاوض تحت الضغط وتحذيرات من نزع القدرات الدفاعية
على الجانب الإيراني، شدد رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، على ضرورة التزام حكومة الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان، بتوجيهات المرشد الأعلى، محذرًا من أن واشنطن تسعى من خلال أي اتفاق إلى نزع أسلحة إيران الإستراتيجية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية التي تعتبرها طهران ركيزة أساسية لقوتها الردعية.
أما نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، فأكد أن بلاده “لن تتفاوض تحت الضغوط القصوى”. وأضاف أن أي اتفاق جديد يجب أن يكون مشروطًا برفع العقوبات الأميركية بالكامل، وهو ما ترفضه واشنطن التي تريد إدراج ملفي البرنامج الصاروخي والنفوذ الإقليمي ضمن المفاوضات.
تصعيد متبادل ومخاوف من مواجهة أوسع
يتزامن هذا التوتر مع استمرار الحرس الثوري الإيراني في تعزيز وجوده العسكري الإقليمي، سواء في العراق وسوريا أو عبر دعم حلفائه في المنطقة، وهو ما تعتبره واشنطن وحلفاؤها تهديدًا مباشراً لاستقرار الشرق الأوسط. في المقابل، تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف النفوذ الإيراني، بينما تبقى واشنطن منخرطة في مسار مزدوج يجمع بين العقوبات والضغوط العسكرية من جهة، وإشارات متباينة حول إمكانية التفاوض من جهة أخرى.
وبينما يسابق ترمب الزمن لإحراز تقدم في هذا الملف قبل الانتخابات الأميركية المقبلة، يبقى الموقف الإيراني متصلبًا، ما يزيد من تعقيد فرص التوصل إلى تفاهمات، وسط بيئة إقليمية متوترة تفتح المجال أمام سيناريوهات تصعيد خطيرة قد تتجاوز الحسابات السياسية التقليدية.