ترمب: سياسات الهجرة المتراخية أبرز تهديد للأمن القومي بعد هجوم قرب البيت الأبيض

قسم الأخبار الدولية 27/11/2025
شدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، على أن سياسات الهجرة «المتساهلة» تشكل اليوم «أكبر تهديد للأمن القومي» في الولايات المتحدة، وذلك على خلفية حادث إطلاق النار الذي استهدف اثنين من عناصر الحرس الوطني بالقرب من البيت الأبيض.
وقال ترمب إن «الهجوم الشنيع» يسلط الضوء على خطورة «الثغرات الواسعة» في النظام الأميركي للهجرة، مضيفاً: «لا يمكن لأي دولة أن تتسامح مع مثل هذا الخطر الذي يهدد بقاءنا نفسه».
مشتبه به أفغاني… وقضية تتحول إلى ملف سياسي
وفقاً لترمب ومسؤولين في وكالات إنفاذ القانون، يُعتقد أن منفذ الهجوم أفغاني الجنسية، دخل الولايات المتحدة في سبتمبر 2021 بعد سقوط حكومة كابل وتولي «طالبان» السلطة، خلال عمليات الإجلاء الفوضوية التي أشرفت عليها إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
ويُعد الهجوم أحدث حلقة في الجدل السياسي المحتدم في واشنطن حول ملف الهجرة، إذ قال ترمب إن المشتبه به «جاء إلى أميركا بقرار من إدارة بايدن، وتم تمديد وضعه لاحقاً بموجب تشريع وقّعه بايدن نفسه».
وحسب شبكة «سي إن إن»، تقدم المشتبه به بطلب لجوء عام 2024 عندما كان بايدن لا يزال رئيساً، وتمت الموافقة على طلبه في أبريل (نيسان) 2025 خلال إدارة ترمب.
تعليق فوري لطلبات الهجرة الخاصة بالمواطنين الأفغان
في خطوة تعكس التصعيد الرسمي، أعلنت دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأميركية تعليق البت في جميع طلبات الهجرة الخاصة بالمواطنين الأفغان «بأثر فوري»، في انتظار مراجعة أمنية جديدة «واسعة» تشمل بروتوكولات التحقق من الهوية والإجراءات المرتبطة بطالبي اللجوء.
وقال بيان الدائرة عبر منصة «إكس» إن القرار يستمر «إلى أجل غير مسمى»، في مؤشر على توجه الإدارة إلى إعادة هيكلة التعامل مع الملفات المرتبطة بالأفغان الذين دخلوا البلاد منذ 2021.
إعادة تموضع شامل في سياسة الهجرة
أكد ترمب أن الإدارة ستعيد النظر في وضع «كل أجنبي دخل الولايات المتحدة من أفغانستان خلال عهد بايدن»، محذّراً من أن أي ثغرة أمنية «قد تشكل تهديداً مباشراً للمواطنين الأميركيين».
وأضاف: «يجب اتخاذ جميع التدابير الضرورية لضمان إبعاد أي أجنبي لا ينتمي إلينا أو لا يقدم فائدة لبلادنا»، في تصريحات تشير إلى احتمال اتخاذ إجراءات أوسع تشمل تدقيق الهويات، مراجعة ملفات اللجوء، وربما ترحيلات إضافية.
ملف يُتوقّع أن يشعل السجال الداخلي
تأتي هذه التطورات في لحظة حساسة سياسياً، إذ يُتوقع أن يفتح قرار ترمب الباب أمام سجال داخلي كبير بين الجمهوريين والديمقراطيين:
- الجمهوريون يرون أن المواطنين الأميركيين «يدفعون ثمن أخطاء عهد بايدن» في ملف الانسحاب من أفغانستان.
- الديمقراطيون يحذرون من «شيطنة» المهاجرين وربطهم مباشرة بتهديدات أمنية فردية.
وتشير التوقعات إلى أن ملف الهجرة قد يتصدر الأجندة السياسية الأميركية في الأشهر المقبلة، مع توسع النقاش حول الإجراءات الأمنية والتشريعات المنظمة للجوء.



