تركيا تعيد النظر في علاقتها بـ”حماس”
بدرة قعلول -تونس
و بدأ انشقاق الأذرع الاخوانية عن اردوغان و بدأت القيادات الاخوانية في البلدان العربية تعيد حساباتهم لأنهم شيمتهم الغدر فيما بينهم و حبهم للزعامة و السلطة و حلمهم الكبير “الاستاذة” يجعلهم ينقلبون على بعضهم فبدأت قيادات حماس تتملص من اردوغان لأنهم يدركون تماما أن الخليفة العثماني تجاوز كل الحدود.
و بدأت تظهر للجميع استدارة حركة حماس إلى المحور السوري الذي ازعج كثيرا أنقرة، والعودة إلى غزة خيار محفوف بالمخاطر قال مصدر حمساوي مطلع لـ”إندبندنت عربية إن تركيا تجري إعادة نظر وتقييم للعلاقة مع حركة حماس، والتي يوجد عدد من قادتها وكوادرها على الأراضي التركية، ويعملون منها ويديرون عمليات الحركة وأموالها من هناك. كما أكد المصدر أن أسباب هذا التطور الجديد عديدة ومتنوعة، منها تركيّ بحت، ومنها دولي، ويندرج في إطار السياسة التركية العامة والخارجية، ومنها ما يتعلق بالحركة نفسها التي تعيش مشاكل داخلية و خارجية. ولفت المصدر إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب لتركيا ودخول البلاد في أزمة مالية وزيادة التضخم مع خفض سعر العملة التركية مقابل الدولار والعملات الأخرى، ضمن الأسباب أيضا، بالإضافة إلى غضب الشارع التركي على المهاجرين أو اللاجئين، حيث تندلع بين الحين والآخر مواجهات شعبية بين أتراك ولاجئين سوريين وغيرهم. وأشار المصدر إلى أن المرحلة الجديدة بين تركيا وحماس تأتي أيضا على خلفية تقارب حماس من حزب الله ونظام بشار الأسد وإيران، الأمر الذي لا يروق كما يبدو لقادة تركيا ولحزب “العدالة والتنمية” الحاكم، وكان عدد من قيادات الحزب أكد أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن وجود حماس في تركيا يضرّ بمصالح الدولة القومية والخارجية، أخذا في الاعتبار أن حماس تستدير في الفترة الأخيرة من محور المعارضة لنظام الأسد إلى العودة لدعم النظام وحلفائه من حزب الله و”الحرس الثوري” وغيرها من الحركات.
وأوضح المصدر “لإندبندنت عربية” أن كوادر وبعض قادة حماس بتركيا بدؤوا يشعرون بمحاولات للتضييق عليهم وتشديد المراقبة وتضييق هامش تحركاتهم على الأراضي التركية، حيث تقوم السلطات بمراقبة مكثفة لتحركات حماس المالية، بخاصة تلك الممنوحة للحركة من السطات التركية، ناهيك بتلقي تركيا تحذيرات أميركية بفرض عقوبات على شركات وهيئات وأشخاص يدعمون حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة.
إلى ذلك، تطرق المصدر إلى أن حركة حماس قد لا تجد سوى سوريا للعودة إلى العمل من أراضيها، وهو ما تخشى ثمنه الفادح. أما الاحتمال الآخر وهو مستبعد حاليا، فهو نقل كل القيادات والعناصر والكوادر إلى قطاع غزة، وهذا ما سيضع كل القيادة تحت نظر ومرمى إسرائيل، مما يشكل خطرا كبيرا على الحركة وعلى تحركاتها. لهذا يمكن أن نرى تركيا في الأيام القادمة تخسر ذراعا كبيرا كنت تعوّل عليه ضمن حملتها الشعبوية و استقطاب رؤوس الأموال و أهم شيء بالنسبة لأردوغان هو الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط و استعمال القضية الفلسطينية للدخول للعالم الإسلامي و العربي و انه هو الوحيد الحامي للقضية لكن المتوقع انه بدأ يخسر نقاطا كبرى في بلدان كان حلمه السيطرة عليها فقد خسر سوريا العراق مصر ليبيا لعديد من بلدان الخليج و غيرها و أهمها ما نراه من صراع خفي بين اردوغان الذي يعتبر نفسه النموذج و الغنوشي الذي يعتبر نفسه النموذج التونسي.
فهل ستشهد الأيام القادمة صراع بين قيادات تنظيم الإخوان المسلمين على الزعامة؟
و هل يمكن أن يحدث إخوان تونس المفاجأة ؟
و كيف سيسمح لراشد الغنوشي أن يتزعم تنظيم الإخوان المسلمين؟