أخبار العالم

تركيا تزيد إطلاقات المياه إلى العراق تزامنًا مع جهود حكومية لمعالجة ملوحة مياه البصرة وخطط لتحلية البحر

أعلنت أنقرة عن موافقتها على زيادة الإطلاقات المائية لنهري دجلة والفرات باتجاه العراق، بعد اتصال بين رئيس مجلس الأمة التركي نعمان كورتولموش ورئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، وبتوجيه مباشر من الرئيس رجب طيب إردوغان، في استجابة لطلب عراقي رسمي تزامن مع زيارة برلمانية عراقية إلى تركيا.

وأكد بيان صادر عن مكتب المشهداني أن الاتفاق قضى برفع الإطلاقات إلى 420 مترًا مكعبًا في الثانية، بعد أن كانت قد تراجعت في الأشهر الأخيرة إلى ما دون 100 متر مكعب، وهو ما اعتبره خبراء في الشأن المائي “أسوأ إيراد مائي في تاريخ العراق الحديث”، وسط تقديرات بأن المخزون الكلي للمياه لا يتجاوز 9 مليارات متر مكعب، نصفها تقريبًا في نهر دجلة.

وتأتي الخطوة التركية في ظل اشتداد أزمة الجفاف في العراق بالتوازي مع تصاعد درجات الحرارة، ومع استمرار انخفاض الإطلاقات من دول المنبع، لا سيما من تركيا وإيران، وهو ما تسبب بتدهور كبير في مناسيب الأنهار وزيادة ملوحة المياه في المحافظات الجنوبية، خصوصًا البصرة.

وفي هذا السياق، أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارة إلى محافظة البصرة، وعقد اجتماعًا موسعًا مع الحكومة المحلية وعدد من المحافظين والوزراء، بحث خلاله خطط مواجهة الشح المائي، مؤكدًا أن الأزمة تتكرر كل عام بفعل التغيرات المناخية وتراجع الحصص المائية.

السوداني أعلن من البصرة المضي قدمًا في توقيع عقود لتحلية مياه البحر، بعد منح المحافظ تخويلًا رسميًا لذلك، وأكد أن مشاريع التحلية ستمتد إلى عدد من الوحدات الإدارية لتغطية احتياجات المحافظة من مياه الشرب.

وأشار إلى أن الحكومة تعتبر زيادة الإطلاقات التركية الأخيرة خطوة أساسية نحو التخفيف من حدة الأزمة، لكنها غير كافية، داعيًا إلى مواجهة ظاهرة التجاوزات على الأنهر التي قال إنها تفاقمت، خاصة عبر إقامة بحيرات لتربية الأسماك التي تسحب كميات كبيرة من المياه.

وتعاني البصرة، المدينة النفطية الغنية، من تدهور مستمر في نوعية المياه، حيث تشير تقارير محلية إلى تجاوز نسب ملوحة شط العرب حاجز 10 آلاف TDS، ما يجعل المياه غير صالحة حتى للري أو الاستخدام الحيواني، في حين تستمر أزمة الأهوار في التفاقم مع اتساع رقعة الجفاف وغياب حلول مستدامة.

ويأتي هذا التطور المائي بين بغداد وأنقرة ضمن مسار تحسين العلاقات الثنائية، حيث وصف بيان البرلمان العراقي العلاقة بأنها تاريخية وعميقة، وشكر تركيا على مواقفها من القضايا الإقليمية، خصوصًا دعمها للقضية الفلسطينية، فيما أكد إردوغان استعداد بلاده لتقاسم موارد المياه باعتبارها هبة من الله لا يجب احتكارها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق