تركيا ترفض الفيدرالية في سوريا وتضغط على قسد عبر دمشق وأوجلان وتستبعد الخيار العسكري حالياً

قسم الأخبار الدولية 02/05/2025
أثار مؤتمر «وحدة الصف والموقف الكردي» الذي عقدته القوى الكردية في القامشلي شمال شرقي سوريا، ردود فعل غاضبة في أنقرة، بعدما دعا إلى اعتماد نموذج «لا مركزي» أو «فيدرالي» في إدارة المناطق الكردية، وهو ما اعتبرته تركيا تهديداً مباشراً لوحدة الأراضي السورية، واحتمالاً جديداً لتجدد التدخل العسكري التركي، رغم تراجع هذا الخيار حالياً.
ورفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشدة فكرة الفيدرالية، واصفاً إياها بأنها «حلم بعيد المنال»، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بأي أمر واقع يهدد استقرار سوريا والمنطقة، ومشدداً على أن وحدات حماية الشعب الكردية، المكوّن الأبرز في قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لن يكون لها مكان في مستقبل سوريا، سواء عبر الطرق السلمية أو «بخلاف ذلك».
من جهته أعطى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إشارات واضحة خلال مؤتمر صحافي في الدوحة مع نظيره القطري، بأن تركيا ستقف ضد أي مشروع يهدف إلى تفتيت سوريا، مشيراً إلى اتفاق وقع بين دمشق وقسد في مارس الماضي. وشدد على أن أنقرة تأمل أن يؤدي هذا الاتفاق إلى دمج قسد في مؤسسات الدولة السورية، وإقصاء تنظيمات تابعة لحزب العمال الكردستاني من المشهد السياسي والعسكري.
وأشار الكاتب التركي مراد يتكين إلى أن أنقرة قد تحتفظ بخيار التدخل العسكري كاحتمال قائم، لكنها تراهن حالياً على تحركات دمشق وعلى المسار التفاوضي مع عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل منذ 1999، والذي يُنتظر منه أن يدفع حزبه إلى التخلي عن السلاح، بما ينزع فتيل التهديد الكردي على حدود تركيا الجنوبية.
مصادر في الخارجية التركية أكدت أن أولوية أنقرة تظل متمثلة في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وتطهيرها من الجماعات الإرهابية والانفصالية، ودعت دمشق لتحمل مسؤوليتها في هذا الشأن، مؤكدة أن تركيا أفسحت المجال أمام الدولة السورية للتعامل مع الملف الكردي وفقاً لرؤيتها، في مقابل التزامها بعدم السماح بأي كيان كردي مستقل على حدودها.
ساهمت الولايات المتحدة بدورها في تهدئة الأجواء، بعد إعلان نيتها تقليص وجودها العسكري في سوريا والعراق، وتشجيع دول المنطقة على تحمل مسؤولياتها الأمنية. هذا التوجه الأميركي قلل من احتمالات نشوب صدام مباشر جديد بين تركيا وقسد، رغم استمرار واشنطن في تقديم دعم محدود للأخيرة بذريعة مكافحة تنظيم داعش.
وفي تطور لافت، كشف إردوغان عن تحضيرات لعقد لقاء قريب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، معبّراً عن تفاؤله بإحداث «زخم جديد» في العلاقات الثنائية، لا سيما فيما يخص الملف السوري، وهو ما قد ينعكس بدوره على معادلة الصراع الكردي في الشمال الشرقي السوري.