أخبار العالمالشرق الأوسط

تركيا تحذّر من أي محاولة لتقسيم سوريا وتعتبرها تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي وسط تصاعد العنف في السويداء

أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن أنقرة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي تحركات تهدف إلى تقسيم سوريا، مشددًا على أن مثل هذه المحاولات تُعد تهديدًا مباشراً للأمن القومي التركي، وأن بلاده ستتدخل إذا لزم الأمر لمنع ذلك السيناريو. جاء هذا التصريح الصارم وسط تصاعد التوترات الميدانية في الجنوب السوري، خاصة في محافظة السويداء التي تشهد اضطرابات أمنية غير مسبوقة منذ سنوات.

وقال فيدان، في تصريح رسمي أدلى به اليوم الثلاثاء، إن تركيا “تراقب عن كثب” التطورات داخل سوريا، وإنها تعتبر وحدة الأراضي السورية خطًا أحمر، ولن تسمح بقيام أي كيان انفصالي قد يُغيّر التوازنات الإقليمية ويهدد أمن حدودها الجنوبية.

تزامنت هذه التصريحات مع استمرار التوترات في السويداء، حيث أفادت مصادر محلية بأن الفصائل المسلحة في الريف الشمالي الغربي للمحافظة ما زالت في حالة استنفار، على خلفية اشتباكات عنيفة وقعت خلال الأيام الماضية، وأسفرت عن عمليات نزوح واسعة.

ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فإن أكثر من 128 ألف شخص نزحوا من مناطق الاشتباكات في السويداء خلال أسبوع واحد فقط، بينهم 43 ألفاً في يوم واحد، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تتفاقم مع كل يوم.

كما أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن توثيق مقتل ما لا يقل عن 558 شخصاً، وإصابة أكثر من 783 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في الفترة الممتدة من 13 إلى 21 يوليو الجاري، نتيجة الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين فصائل مسلحة ومسلحين محليين وأبناء عشائر بدوية، وسط اتهامات متبادلة وغياب تام لأي تدخل حكومي فاعل.

وتعيد هذه التطورات تسليط الضوء على هشاشة الوضع في سوريا، وتزايد احتمالات تدويل الصراع مجددًا، في وقت تتداخل فيه الحسابات الإقليمية والدولية، خصوصًا مع تصاعد نشاط الجماعات المسلحة قرب حدود تركيا الجنوبية، وتزايد المخاوف من أي محاولة لإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية شمالاً أو جنوباً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق