أخبار العالمإفريقيا

تركيا تبدأ التنقيب عن النفط في الصومال وتعلن أنشطة استكشاف بحرية لسفينة “عروج ريس” تستمر 7 أشهر

قسم الأخبار الدولية 04/10/2024

بدأت تركيا خطواتها العملية للتنقيب عن النفط في السواحل الصومالية، بعد أن أرسلت سفينة التنقيب “عروج ريس” لتبدأ عملياتها البحرية التي من المقرر أن تستمر لمدة 7 أشهر. هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي أنقرة لتوسيع نفوذها في قطاع الطاقة وتعزيز شراكاتها الاقتصادية مع دول القرن الأفريقي، مستغلة الروابط القوية مع الحكومة الصومالية والدعم الذي تقدمه تركيا لهذه الدولة في مجالات متعددة.

أعلنت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية أن سفينة “عروج ريس” بدأت رسمياً عملياتها في المياه الإقليمية الصومالية. وستقوم السفينة، المزودة بأحدث التقنيات في مجال استكشاف النفط والغاز، بمسح جيولوجي دقيق واستكشاف الطبقات الصخرية تحت سطح البحر بهدف تقييم إمكانيات استخراج النفط.

وتُعد “عروج ريس” واحدة من أحدث سفن التنقيب التركية، وتحتوي على تقنيات متقدمة لإجراء المسوح الزلزالية ثلاثية الأبعاد. هذا النوع من الاستكشاف يعتبر جزءاً أساسياً من الجهود التي تبذلها تركيا لتعزيز اكتشافاتها في مجال الطاقة، حيث سبق لها أن أطلقت مشاريع مماثلة في البحر المتوسط وبحر إيجة.

تعد الصومال واحدة من الدول الأفريقية التي تتمتع بعلاقات دبلوماسية واقتصادية قوية مع تركيا. وقد قدمت أنقرة على مدى السنوات الماضية دعماً كبيراً للحكومة الصومالية في مجالات الأمن والبنية التحتية، مما جعلها شريكاً استراتيجياً مهماً في المنطقة. وتأتي هذه الاتفاقيات الخاصة بالتنقيب عن النفط كجزء من تلك الشراكة المتنامية، حيث تسعى تركيا إلى استثمار الإمكانيات النفطية غير المستغلة للصومال.

من جهتها، ترى الحكومة الصومالية في هذه الشراكة فرصة لتعزيز اقتصادها الذي يعاني من تحديات كبيرة، حيث تأمل أن يسهم اكتشاف النفط في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة.

استراتيجية تركيا في مجال الطاقة تهدف إلى تقليل الاعتماد على واردات النفط والغاز من الخارج، وتطوير قدراتها الوطنية لاكتشاف واستخراج الموارد الطبيعية. على مدار السنوات الأخيرة، كثفت أنقرة من جهودها لاستكشاف مصادر الطاقة في مناطق مختلفة، بما في ذلك البحر الأسود والبحر المتوسط، وذلك في إطار رؤية الرئيس رجب طيب إردوغان لتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الطاقة.

وتأتي تحركات تركيا في الصومال ضمن هذا السياق الأوسع لتوسيع نفوذها في منطقة القرن الأفريقي الغنية بالموارد الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر الصومال منطقة غير مستكشفة بالكامل من حيث الموارد النفطية، وهو ما يجعلها هدفاً جذاباً للعديد من الدول والشركات العاملة في قطاع الطاقة.

وعلى الرغم من التقدم الذي تم إحرازه في التعاون بين تركيا والصومال، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه عمليات التنقيب. الأوضاع الأمنية في بعض المناطق الصومالية لا تزال غير مستقرة، وقد تشكل تهديداً على استمرارية المشاريع. بالإضافة إلى ذلك، فإن البنية التحتية الضعيفة في البلاد قد تتطلب استثمارات كبيرة لتطوير الموانئ وطرق النقل البحري.

يجدر الاشارة الى أنه من المتوقع أن تُراقب دول المنطقة هذه التحركات التركية في الصومال عن كثب، حيث أن هناك بعض المخاوف من زيادة نفوذ تركيا في القرن الأفريقي وتأثيرها على التوازنات الإقليمية. علاوة على ذلك، قد تسعى قوى أخرى ذات مصالح في المنطقة إلى منافسة تركيا على استكشاف واستخراج الموارد الطبيعية.

على الصعيد الدولي، يُنظر إلى التحركات التركية في مجال الطاقة على أنها جزء من طموحات أنقرة الأوسع لتعزيز مكانتها كقوة إقليمية رئيسية، وتسعى إلى توظيف علاقاتها الدبلوماسية لتعزيز مصالحها الاقتصادية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق