أخبار العالمأمريكاالشرق الأوسط

ترامب يعيد تسليط الضوء على خطة إسرائيلية “قديمة” لتهجير الفلسطينيين من وطنهم

قسم الأخبار الدولية 28/01/2025

في ظل انشغال العالم العربي بتصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول إمكانية ترحيل فلسطينيي غزة إلى دول أخرى كالأردن ومصر، أو حتى ألبانيا وإندونيسيا، يثير الموضوع جدلاً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية. تتباين التساؤلات حول ما إذا كان الأمر مجرد “بالون اختبار” أم خطة جدية يعكف على تنفيذها بالتعاون مع شخصيات يمينية متشددة في إسرائيل.

وفقاً لتقارير إعلامية عبرية، تعود هذه الخطة إلى وثيقتين تم إعدادهما في أكتوبر 2023. الأولى صيغت من قبل وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، فيما جاءت الثانية عن طريق معهد أبحاث يديره مئير بن شبات، المستشار السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمكلف بملف “اتفاقيات إبراهيم”. تحدثت الوثيقتان عن ترحيل سكان غزة إلى مصر، مع طرح مقترحات للاستفادة من الوحدات السكنية غير المأهولة في مصر. وزعمت الخطة أن هذه الخطوة قد تسهم في انتعاش الاقتصاد المصري، مقابل تعويضات للفلسطينيين عن منازلهم المهجورة.

واجهت هذه الخطة رفضاً قاطعاً من مصر والأردن، حيث تسببت في اصطفاف عربي موحد للضغط على إدارة الرئيس جو بايدن آنذاك لإجهاض الفكرة. وجاء إعلان واشنطن عن رفضها للخطة ليضعها جانباً، ولكن يبدو أن اليمين الاستيطاني الإسرائيلي لم ينس المشروع، بل استمر في ترويجه عبر ندوات ومحاضرات دولية، شملت الولايات المتحدة وأوروبا.

جاءت تصريحات ترامب الأخيرة كإحياء لهذه الخطة، حيث أشار إلى ضرورة “تطهير المنطقة”، وهو مصطلح استخدمته الدراسات الإسرائيلية من قبل. وعكست تصريحاته تأثراً واضحاً بالأفكار الإسرائيلية، خاصة مع تأكيده إمكانية تنفيذ الترحيل بشكل مؤقت أو دائم. من جهته، كشف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن خطط لتنفيذ هذه الرؤية بالتعاون مع نتنياهو، مشيراً إلى لقاء مرتقب بين الأخير وترامب لمناقشة التفاصيل.

ويرى المروجون لهذه الخطة، خاصة من التيار اليميني الإسرائيلي، أنها تسهم في “تحسين” أوضاع الفلسطينيين عبر نقلهم إلى بيئات “أكثر إنتاجية”. لكن هذه الادعاءات تواجه انتقادات واسعة، حيث ينظر إليها على أنها محاولة لتفريغ غزة من سكانها وتوسيع النفوذ الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. كما أن تنفيذ مثل هذه الخطط قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة.

بينما تواصل الأطراف المختلفة تفاعلها مع تصريحات ترامب، يبقى مصير هذه الخطة معلقاً، وسط تكثيف الجهود لإعادة طرحها على الساحة الدولية. يبدو أن الجدل لن ينتهي قريباً، مع استمرار الضغوط السياسية والإعلامية من مختلف الجهات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق