تدفقات «سد النهضة» تهدد بفيضانات مدمرة لمناطق واسعة في السودان

قسم الأخبار الدولية 30/09/2025
اجتاحت فيضانات عارمة ست ولايات سودانية خلال الأيام الأخيرة بعد أن ارتفعت مناسيب نهر النيل وروافده إلى مستويات غير مسبوقة، مدفوعة بالأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية وبكميات ضخمة من المياه المتدفقة من سد النهضة. وتسببت الفيضانات في غمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمناطق السكنية، فيما حذرت السلطات السودانية من خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات مع استمرار تدفق المياه وغياب التنسيق الفني مع إثيوبيا.
كشفت بيانات رسمية أن تصريف السدود السودانية وصل إلى معدلات قياسية، حيث بلغ تصريف سد مروي شمال البلاد 750 مليون متر مكعب يومياً، وهو الأعلى منذ سنوات، في حين ارتفع منسوب المياه في سد جبل أولياء إلى أكثر من 134 مليون متر مكعب. وأدت هذه التدفقات غير المتوقعة إلى انهيار حواجز على طول النيل الأبيض وغمر قرى وأحياء كاملة جنوب الخرطوم، معزولة عن محيطها بسبب المياه المتدفقة لليوم الخامس على التوالي.
ورأى خبراء في الموارد المائية أن ما حدث يعكس ثغرات خطيرة في غياب بروتوكولات واضحة لتبادل المعلومات بين السودان وإثيوبيا بشأن تشغيل السدود، مؤكدين أن إدارة سد النهضة فتحت مسارب ضخ المياه دون تنسيق، ما فاقم من الكارثة. وأوضح استشاري السدود أبو بكر مصطفى أن السودان تفاجأ بتدفقات تجاوزت 750 مليون متر مكعب يومياً، وهو ما ساهم في غرق مزارع وبلدات بأكملها على ضفاف النيلين الأزرق والأبيض.
وتأتي هذه التطورات بعد سنوات من وعود حكومية بأن بناء سد النهضة سيسهم في تقليل حدة الفيضانات بالسودان، لكن الواقع كشف العكس. فقد وصف خبير القانون الدولي للمياه أحمد المفتي موقف الحكومة السودانية بالاكتفاء بالتحذيرات بالعجز عن حماية مواطنيها، معتبراً أن السودان يتحمل كلفة غياب اتفاق شامل لإدارة السد.
في المقابل، دعت السلطات السودانية سكان المناطق المهددة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، في حين تتوقع هيئات الأرصاد استمرار الأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية خلال الأسابيع المقبلة، ما يزيد من احتمالات وقوع موجات فيضانية جديدة قد تمتد شمالاً حتى دنقلا ووادي حلفا على الحدود المصرية.