تدخل أمني سوري واسع في السويداء لاحتواء تصاعد العنف بين العشائر ومسلحين محليين

قسم الأخبار الدولية 14/07/2025
دفعت وزارة الداخلية السورية، فجر اليوم الاثنين، بتعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة إلى محافظة السويداء جنوب البلاد، في محاولة للسيطرة على موجة عنف متفاقمة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 89 شخصًا وإصابة العشرات خلال يومين من الاشتباكات، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واندلعت المواجهات، التي تركزت في الجهة الغربية من المحافظة، بين مجموعات عشائرية ومسلحين محليين من أبناء السويداء، على خلفية حادثة خطف وقعت على طريق دمشق – السويداء، تخللتها عمليات سلب سيارات واعتداءات متبادلة، ما فاقم حالة التوتر القائمة منذ شهور.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، في تصريح لقناة الإخبارية السورية، إن “التدهور الأمني المتواصل في السويداء منذ سبعة أشهر فرض على الدولة اتخاذ إجراءات حاسمة”، مشددًا على أن “التدخل أصبح ضرورة ملحة ومطلبًا شعبيًا واسعًا”.
وأضاف أن قوات الداخلية والدفاع دخلت بالفعل إلى المدينة صباح اليوم وبدأت بالانتشار، وسط محاولات لتفادي سقوط ضحايا بين المدنيين، رغم وقوع بعض الاشتباكات مع مجموعات مسلحة وصفها بأنها “خارجة عن القانون”، متهمًا إياها باستخدام المدنيين كدروع بشرية وتوظيف الأزمات لخدمة “أجندات انفصالية”.
وأكد المتحدث أن الدولة تسعى إلى فرض سيادة القانون وفق رؤية رئاسة الجمهورية، متعهدًا بملاحقة المتسببين في الفوضى وتقديمهم إلى القضاء المختص “بما يضمن عدم تكرار هذه المآسي”، على حد تعبيره.
وفي موازاة التدخل الأمني، دعا شيخ عقل الطائفة الدرزية، حمود الحناوي، إلى التهدئة، موجهًا نداءً إلى رئيس الجمهورية أحمد الشرع ووجهاء العشائر لـ”وأد الفتنة” عبر الحوار والحكمة، رافضًا اللجوء إلى السلاح والخطف باعتبارها وسائل تهدد الكرامة الوطنية.
من جانبه، أصدر محافظ السويداء مصطفى البكور بيانًا دعا فيه الأهالي إلى ضبط النفس وتحكيم العقل، مندّدًا بأعمال السلب والاختطاف الأخيرة، مشيرًا إلى أن المحافظة تمر بـ”لحظة حرجة” تستدعي مسؤولية وطنية جماعية.
يأتي هذا فيما دفع الجيش السوري بتعزيزات إلى تخوم المحافظة لضمان السيطرة على الوضع الميداني، وسط قلق متزايد من استمرار دوامة العنف، خاصة مع ورود أنباء عن وقوع كمائن أُصيب فيها أفراد من القوات النظامية، الأمر الذي يعكس تعقيد وتشابك الأطراف المسلحة في المنطقة.